(قسا فى الْقُلُوب ولين القدود ... وخد نقى وَصَوت خفى)
(وان رام مِنْهَا الوفا طَارق ... فَلَيْسَتْ ترق لمستعطف)
وَكَانَت وِلَادَته فى سنة أَربع بعد الالف
السَّيِّد مطهر بن مُحَمَّد الجرموزى الْحسنى قَالَ فى حَقه القاضى حُسَيْن المهلا كَانَ من اعيان الدَّهْر وافراد الْعَصْر علما وَعَملا ونباهة وفضلا وَله التَّارِيخ الذى جمع فِيهِ أَحْوَال الائمة الثَّلَاث الامام الْقسم وولديه مُحَمَّد الْمُؤَيد واسماعيل المتَوَكل ذكر فِيهِ كثيرا من وقائعهم وَمَا جرياتهم وسيرهم وأحوالهم ومكاتباتهم قَالَ وَكَانَ من أصدقاء والدى وَبَينه وَبَينه مراسلات ومكاتبات رائقة وَله أَوْلَاد عُظَمَاء ادباء كرماء مُحَمَّد وَالْحسن وجعفر قلت وَقد ذكرتهما فى كتابى النفحة وَالْحُسَيْن والهادى واسماعيل وَمَا مِنْهُم أحد الا وَله النّظم السائر والمحاسن الَّتِى تفوق الرياض الزواهر وَكَانَت وِلَادَته فى جُمَادَى الاخرة سنة ثَلَاث بعد الالف وَتوفى فى سَابِع وعشرى ذى الْحجَّة سنة سبع وَسبعين وَألف رَحمَه الله
معِين الدّين بن أَحْمد البلخى الاصل المصرى المولد والمنشأ الْمَعْرُوف بِابْن البكا نزيل مَكَّة المشرفة الْفَاضِل الاديب الْمَشْهُور كَانَ من نَوَادِر الزَّمَان وعجائب الاوان مَعَ دمانة اخلاق وطباع ونضارة محاورة واستماع اذا حل بناد فَلهُ الصَّدْر الموفى واذا تكلم داوى كلم الصُّدُور بحَديثه المشفى وَلم يكن فى أهل مصر أرق من حَاشِيَته وَلَا أحلى من مفاكهته ونادرته قدم الى مَكَّة فى سنة ثَمَانِينَ وَتِسْعمِائَة صُحْبَة الركب المصرى ثمَّ أَقَامَ بهَا مؤتلفا بنى حسن ائتلاف المقلة بالوسن يسقى بمزن كرمهم ويخصب جَدب أمله بهطال ديمهم وَهُوَ عِنْد الشريف مَسْعُود مُورق الْعود مثمر السُّعُود وَله من الشّعْر قلائد فرائد كانها عُقُود فى اجياد خرائد فَمن ذَلِك قَوْله
(يَا شَقِيق الرّوح والجسم وَيَا ... دوحة بالود فضلا أثمرت)
(كنت لَا أخْشَى حسود الا وَلَا ... عين واش ان بِسوء نظرت)
(وَأرى الود وهى بُنْيَانه ... مَا كَأَن الْعين لَا أثرت)
(فَبِحَق الود الا صنته ... لحقير روحه قد سعرت)
وَقَوله فى ذيل قَول القاضى الْفَاضِل
(تراءت ومرآة السَّمَاء صقيلة ... فأثر فِيهَا وَجههَا صُورَة الْبَدْر)
(ولاحت عَلَيْهَا حليها وعقودها ... فأثر فِيهَا صُورَة الانجم الزهر)