(قذفت بِهِ من شَاهِق ... أيدى امتحانك وابتلائك)
(ورمته من ظلم العناصر والطبائع فى شبائك)
(وسطت عَلَيْهِ لَوَازِم الامكان صدا عَن ثنائك)
(فاذا ارعوى اوكاد نادته الْقُيُود الى ورائك ... )
(فالطف بِهِ فِيمَا جرى ... فى طى علمك من قضائك)
وَله غير ذَلِك من الْبَدَائِع وَكَانَت وَفَاته فى أَوَاخِر ذى الْحجَّة سنة احدى وَتِسْعين وَألف وَدفن بالمعلاة بعد أَن قضى مَنَاسِكه والبابى نِسْبَة الى الْبَاب قَرْيَة من قرى حلب لَهَا وَاد مَشْهُور بِطيب الْهَوَاء وَكَثْرَة الرياض وَفِيه يَقُول زين الدّين عمر بن الوردى هَذِه الابيات وهى
(ان وادى الْبَاب قد ذكرنى ... جنَّة المأوى فَللَّه الْعجب)
(فِيهِ دوح يحجب الشَّمْس اذا ... قَالَ للنسمة جوزى بأدب)
(طيره معربة فى لحنها ... تطرب الحى كَمَا تحيى الطَّرب)
(مرجه مبتسم مِمَّا بَكت ... سحب فى ذيلها الطّيب انسحب)
(فِيهِ روضات أَنا صب بهَا ... مثل مَا أصبح فِيهَا المَاء صب)
(نهره ان قَابل الشَّمْس ترى ... فضَّة بَيْضَاء فى نهر ذهب)
وَلِصَاحِب التَّرْجَمَة فِيهِ قصائد وأبيات مِنْهَا جانبا فى كتابى النفحة فَارْجِع اليها فِيهِ وَالله أعلم
مصطفى بن فَخر الدّين بن عُثْمَان العلمى القدسى من فضلاء الْقُدس وأعيانها نَشأ فى طلب الْعلم ورحل الى مصل وَأقَام بالازهر زَمَانا طَويلا حَتَّى كَادَت لُغَة أهل مصر تغلب عَلَيْهِ وَكَانَ دَائِما يتَكَلَّم بهَا وَرجع الى الْقُدس وَصَارَ كَاتب الصكوك فى محكمتها وَولى النِّيَابَة كثيرا وَله من الْآثَار وقف على المؤذنين بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى وَله على الصَّخْرَة قنديل مُعَلّق يشعل لَيْلًا وَنَهَارًا وَكَذَلِكَ لَهُ خيرات على خدام سيدنَا الْخَلِيل وَله قنديل على الْغَار الذى فى الصَّخْرَة وَكَانَت وَفَاته فى سنة خمس وَسبعين وَألف وَلم يعقب رَحمَه الله تَعَالَى
مصطفى بن قَاسم عبد المنان متولى أوقاف السنانية بِالشَّام الدمشقى عين الاعيان ومجموعة النَّوَادِر الحسان كَانَ وَاحِد الْوَقْت فى المحاوره وَسُرْعَة البداهة والنكتة والنادره وَفِيه يَقُول الامير المنجكى رَحمَه الله تَعَالَى