(حَيْثُ قطوف اللَّذَّات دانية ... ومورد الانس مغدق النهل)

(تعثر تيها فى ذيل لذتها ... فى هضبات العناق والقبل)

(بِكُل مستوقف الْعُيُون سنا ... يَدْعُو فرَاغ الْقُلُوب للشغل)

(أثقل اعطافه بخفته ... لطف التصابى فخف بالثقل)

(وعطلت من حلى النَّبَات عذاراه فحلاه الْحسن بالعطل ... )

(ألْقى عَلَيْهِ الْجمال حلته ... وحلة الْحسن أحسن الْحلَل)

(اذا رمتنا من قَوس حَاجِبه ... سِهَام جفنيه مَا بَنو ثعل)

(وَا رحمتا العاشقين قد دهمتهم المنايا فى صُورَة الْمقل ... )

(وَقد تفاءلت من مصَارِعهمْ ... أَن تلافى بالاعين النجل)

(أسى لقد أزعج الاسى وَهوى ... أهويت من أَجله على أجلى)

(فَذا الذى حجبت محاسنه ... عَنَّا مساوى الصدود وَالنَّقْل)

(من كَانَ عَنى قبل النَّوَى صلفا ... أبعد من مسمعى عَن العذل)

(مَا زِدْت عَنهُ بعدا بفرقته ... لَا واخذ الله الْبَين من قبلى)

(وفى امتداحى لَيْث العرين غنى ... عَن الْغِنَا بالغزال والغزل)

(مولى غَدا فى علاهُ عَن رجل ... أبعد عَن حاسديه من زحل)

(النّدب عبد الرَّحْمَن من فضحت ... غر سجاياه الشَّمْس فى الْحمل)

(أَقَامَ للفضل دولة حسنت ... ودولة الْفضل أفضل الدول)

(فأغدقت للورى مناهله ... من بَعْدَمَا كَانَ غائض الوشل)

(قد انتضى الله مِنْهُ فى حلب ... سيف سداد لَهَا من الْخلَل)

(حَتَّى كساعد لَهُ الليالى والايام ثوب الاسحار والاصل ... )

(واستتر الظُّلم من عَدَالَته ... بَين جفون الظباء بالكحل)

(بأبيض الْعدْل مَا تركت بهَا ... سَواد ظلم إِلَّا من الْمقل)

(واعتدلت حَتَّى مَا اسْتمرّ بهَا ... لَوْلَا قدود ألحان ذُو ميل)

(مَا كنت أدرى من قبل رُؤْيَته ... كَيفَ انحصار الانام فى رجل)

(حَتَّى رَأَيْت امْرأ يقوم لَهُ الدَّهْر على سَاقه من الوجل ... )

(ان ادّعى مبصر لَهُ شبها ... فاحكم على ناظريه بالحول)

(وان يكن فى الْعُيُون بُد على ... فبأسه فى الْقُلُوب سيف على)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015