سنة اثْنَتَيْنِ وَألف وَهُوَ
(أدْركْت فى ذَا الْعَام سِتِّينَ سنه ... وَقد مَضَت مثل خيال وسنه)
(ظلمت فِيهَا النَّفس ظلما بَينا ... قصرت عَن كسب الْخِصَال الحسنه)
(لم آل جهدا فى اتباعى للهوى ... وَلم أحصل قربا مستحسنه)
(واخجلتا فى مَوَاقِف الْعرض اذا ... يصير سر كل شخص علنه)
(لَكِن ظنى فى كريم حسن ... ينيلنى من الْجَمِيل حسنه)
(الا أجى يَوْم اللقا معترفا ... بالفقر وَالْعجز وذل المسكنه)
(مرتجيا غفرانه عَن زلتى ... بخصلتين كل احدى حسنه)
(توحيده بِالْقَلْبِ منى مخلصا ... كَذَاك نشرى للنبى سنَنه)
(فالفوز أَرْجُو من الهى بِالرِّضَا ... فى جنَّة الفردوس دَار المأمنه)
(وبشفاعة النبى أرتجى ... منزلَة تقرب فِيهَا وَطنه)
(فصل با رب عَلَيْهِ دَائِما ... وَاجعَل الهى ختم عمرى أحْسنه)
وَلما وقفت على مَا أسْندهُ الْحَافِظ أَبُو الْفضل العراقى الى الامام أَبى الْقَاسِم الرافعى مِمَّا أملاه من لَفظه لنَفسِهِ وَلم يذكر تَارِيخ املاء الرافعى لذَلِك وَلَا مَكَانَهُ وَذكر تَارِيخ املائه هُوَ لَهُ ومكانه وَهُوَ الْمجْلس الْمِائَة الْوَاقِع بِالْقَاهِرَةِ بِالْمَدْرَسَةِ القراسنقرية يَوْم الثُّلَاثَاء تَاسِع جُمَادَى الاولى سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَهُوَ
(طُوبَى لمن طيب أوقاته ... اذا نأى عَنْكُم بذكراكم)
(اذا دنا عطر أردانه ... بِمَا يغِيظ الْمسك رياكم)
(كل فؤاد بكم مغرم ... وكل عين تترضاكم)
(اذا حييتُمْ فدعونى أمت ... فانما محياى محياكم)
(رفقا بِمن صَار أَسِيرًا لكم ... أما ترقون لاسراكم)
(أمالكم فى وَجهه سيمة ... روحى فدَاء لثناياكم)
(أمالكم فى شَأْنه رَحْمَة ... رحمنا الله واياكم)
فَقلت أَنا من لفظى لنفسى وأمليته عقد ختمى لمجلس الْوَعْظ على الكرسى بالجامع الاموى فى يَوْم الِاثْنَيْنِ سلخ شهر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ بعد الالف
(اذا حضرتم واجتمعنا بكم ... فقد تَمَتعنَا برؤياكم)
(وان نأت عَن دَارنَا داركم ... فقد تداوينا بذكراكم)