(أَقَمْنَا بِهِ نملى حَدِيث صبَابَة ... الى الْعُمر اشهى من شباب يوده)

(الى أَن دعانى للوداع فهاج بى ... خفى سعير يظْهر البث وقده)

(وقفت وطرفى لَا أردد دمعه ... وَقد كنت حينا للفراق أعده)

(وطار بى الغى المشت فى كل منهل ... فؤاد بحى يصحب الْحبّ رشده)

(أنهنه طرف الشوق فى كل منهل ... يكَاد الفضا يبدى وَلم يبد ورده)

(وعزمى يَقُود الشوق منى عنانه ... لربع جواد يمْلَأ الدَّهْر رفده)

(أَخُو عَزمَات لَا يفل جسامها ... وَعند مضاها يجل السَّيْف حَده)

(يفوت احْتِمَال الْمَرْء أول عَفوه ... وَقد جَاوز الْمَقْدُور فى السعى جهده)

(اذا أشرقت شمس العلى عَن جَبينه ... فطلعها يستخدم الدَّهْر سعده)

(يروق بِهِ غُصْن من الْحَمد يَانِع ... ويعبق من نشر الثنا فِيهِ رنده)

( ... فَلَا تعثر اللحظان دون مقَامه ... بِغَيْر منال يقْدَح الْعِزّ زنده)

(بِمَا تستجد المزن وضاير وقه ... وَمن فيض يمناه المنى يستجده)

(أدر على الايام سيا تَفَجَّرَتْ ... ينابيع حَتَّى الصخر أعشب صلده)

(وَلم يبْق للمقدار غير تعلة ... يسير بهَا من قَارن الْيمن كده)

(فيا من يرينى من نداه أمانيا ... يسالمنى فِيهَا من الدَّهْر وغده)

(رعى الامل الغادى اليك انسيابه ... فَكَانَ الى صوب المجرة قَصده)

(وشام لديك الْبَحْر فى صُورَة الحجا ... يفِيض علينا من هباتك مده)

(فَلَا تنتهى فى يَوْمنَا لَك نعْمَة ... كَمَا انه لَا ينتهى فِيك حَمده)

وَكَانَت الامراض قد أثرت فِيهِ تَأْثِير بَالغا وأحناه الضعْف حَتَّى صَار كالقوس وَكَانَ لَا يقدر على الْحَرَكَة الا بِمَشَقَّة عَظِيمَة وَكَانَت النزلات تعتريه فى دماغه وفى الشتَاء يجلس فى مَكَان صَغِير وَيكون عِنْده منقل كَبِير يكون عَلَيْهِ من الفحم وَالنَّار شئ كثير وَكَذَا فى الموقد كثير من الْحَطب وَعَلِيهِ الثِّيَاب الْكَثِيرَة وَتَحْته الطرحة الوثيرة بِحَيْثُ انه يُوجد الْحر وَالْكرب وَهُوَ مرتاح ثمَّ ولى ثَانِيًا قَضَاء روم ايلى وازدانت بِهِ الدولة وَأَقْبل عَلَيْهِ السُّلْطَان مُحَمَّد اقبالا زَائِدا وَكَانَ يطْلب الِاجْتِمَاع بِهِ وَطلب أَن يضيفه فى بستانه الذى باستبه فأضافه فَلَمَّا تمّ الْمجْلس ألبسهُ السُّلْطَان فَرْوَة من السمور ثمَّ عزل فَقلت أسليه بِهَذِهِ القصيدة

(ضرب الْغَمَام مضاربا من عنبر ... ملئت خزائنها بأنفس احور)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015