(طالع الادبار مالى وَله ... ان يكن من كَوْكَب الاقبال لمح)
وَكَانَ على مَا مكن لَهُ من الطول الطائل يتفرغ للادب وَكَانَ يحفظ من الاشعار والاخبار شَيْئا كثيرا وروى انه كَانَ يحفظ مقامات الحريرى وَكَانَ فكه الطَّبْع مائلا الى الْغناء وأرباب الموسيقى وَهُوَ فى الشجَاعَة مِمَّن لم ير نَظِيره فى عصره وَلِلنَّاسِ فِيهِ مدائح كَبِيرَة فَمن ذَلِك هَذِه الابيات قَالَهَا فِيهِ الامام الْهمام عبد الرَّحْمَن العمادى الْمُفْتى
(مُحَمَّد باشانا ابْن فروخ من لَهُ ... عجائب شاعت من عَظِيم نعاله)
(فكم طعنات أقصدت من رماحه ... وَكم رشقات أنفذت من نباله)
(شَهِدنَا وشاهدنا لَهُ فى حَدِيدَة ... منافذ سهم خارقا من نصاله)
(اذا كَانَ هَذَا فى الْحَدِيد فعاله ... فَمَا حَال أجساد العدى فى قِتَاله)
(وَمَا ذَاك فعل السهْم بل فعل ساعد ... يساعده الرامى بِقُوَّة حَاله)
وللامير المنجكى فِيهِ
(أميرنا لَا بَرحت فى رتب ... ينحط عَن دون بَعْضهَا الْفلك)
(بيكلر بكيا سموك مظْلمَة ... وَأَنت بالمجد والعلى ملك)
(اذا طويت الْكتاب تنفذه ... الى العدى قبل فضه هَلَكُوا)
(وان قصدت النُّفُوس تبذرها ... تركت طير الْمنون تحتبك)
(سلكت بيض الْوُجُوه أَوديَة ... رَأْيك لولاه قطّ مَا سلكوا)
(عبيد نعماك أَيْنَمَا ذَهَبُوا ... حَاز والمعالى وللمنى ملكوا)
(زهد قلب المشوق بأسهم ... حب الغوانى يُعِيدهُ النّسك)
(من كل زمر اذا بعثت بِهِ ... قَامَ بِهِ فى العداة معترك)
(يحمده الذِّئْب فى الفلاة وفى الجو نسور والابحر السّمك ... )
(حَار لسانى فَمَا يَقُول ترى ... أَنْت مليك الزَّمَان أم ملك)
(حويت كل الفخار مُنْفَردا ... وفى سواك الفخار مُشْتَرك)
وَله فى أَبْيَات أخر مطْلعهَا
(يَا ربع كم لَك من شجى هَالك ... مغرى بجؤذرك المصون الهاتك)
(لست الملول وان رددت مآربى ... مَمْنُوعَة وهواك لَيْسَ بتاركى)
(أوقفت دمعى فى عراصك بَعْدَمَا ... سد الجوى الا اليك مسالكى)