(مَا قصرت تِلْكَ الليالى الَّتِى ... فى جنحها بت سمير الملاح)

(لَكِن أشواقى لذاك الرشا ... مَا عاجلتنى خوف وَشك البراح)

(شققت جيبا كالدجا حالكا ... عَن صَدره فانجاب لى عَن صباح)

وَقَالَ

(قد ألفت الهموم لما تجافت ... عَن وصالى الافراح وازددت كربه)

(فديار الهموم أوطانى الغر ... وَدَار الافراح لى دَار غربه)

وَقَالَ

(أَلا قل لقسطنطينية الرّوم انى ... أعادى لقسطنطين اسْمك والرسما)

(لقد غيبته فى الثرى غير وَاجِد ... محبا يفاديه الحشاشة والجسما)

(وَقد تركتنى ساهر الطّرف بعده ... مشتت شَمل البال أرتقب النجما)

(سأهجر فِيهِ خلة الكاس والهوى ... وأجتنب اللَّذَّات ان عدن لى خصما)

وَقَالَ

(كَانَ لى فى الحظوظ بدرة عَيْش ... بدرتها يَد الشبيبة نثرا)

(لَيْت حكم النهى حماها فَكَانَت ... لى فى فاقة الكهولة ذخْرا)

(قَالُوا عهدنا غُصْن عمرك بالصبا تَدْنُو قطوفه ... )

(فذوى بمغبر المشيب وطالما روى نزيفه ... )

(فأجبتهم ضيف ألم بنادجى لم لَا نضيفه ... )

(وربيع ذَاك الْعُمر سَار فليت لَو يبْقى خريفه ... )

وَلما لزم الزهاد شرع فى عمل الاشعار الْمُتَعَلّقَة بالانكفاف والتوسل والمناجاة فَمن جملَة مَا صنعه قَوْله

(دواتى كاسى وَالْكتاب حديقتى ... وساقى مدام الْفِكر قَامَ على قدم)

(صرير يُرَاعى مطربى فَكَمَا نما ... سطورى أوتار ومضرابها الْقَلَم)

وَقَوله

(أَلا ان حبى لطول الْحَيَاة لَيْسَ لاجل حظوظ مضاعه ... )

(وَلَكِن لَا شهد لطف الا لَهُ ... فأزداد شكرا وأزداد طاعه)

وَقَوله

(أيا رب نفسى أتعبتنى حظوظها ... وتسويلها الايقاع فى زلَّة الْقدَم)

(فيا رب ان كنت السقى بِفِعْلِهَا ... فَمَا أَنا الا السن يقترع النَّدَم)

(وَلست باياها وحاشاى اننى ... من الرّوح ذَات الْقُدس لى أوفر الْقسم)

وَقَوله

(اليك رَسُول الله وجهت وجهتى ... وأرسيت فى تيار بَحر الرجا فلكى)

(فَكُن شافعى يَا من يشفع فى غَد ... بسترى فى الدَّاريْنِ من فاضح الهتك)

وَقَوله

(قيل لى كم وَكم ترى تتمادى ... فى الْهوى وَالطَّرِيق وعرقصى)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015