(وأسوغ مَا بل النهى بعد عيمة ... وأروى من المَاء الشَّرَاب المروق)
(فدع لجج التعنيف وابك بذى اللوى ... ديارًا كَأَنَّهَا للتقادم مهرق)
(أحالت مغانيها السنون فَأَصْبَحت ... قوى لهريق الودق وَالرِّيح مخرق)
(وقفت بهَا وَالْقلب بالوجد موثق ... كفيت الردى والجفن بالدمع مُطلق)
(أناشدها بينونة الحى عَن حوى ... بقلب اذا هَب النسائم يخْفق)
(شح تتصاباه الصِّبَا وتلوعه الْجنُوب ويشجوه الْحمام المطوق ... )
(الى الله أَفعَال الليالى بهَا وبى ... لقد كنت مِنْهَا دَائِم الدَّهْر أفرق)
(فسم سمة الصَّبْر الْجَمِيل لَعَلَّهَا ... بديل فان لم تغن فالصبر أخلق)
(فَلَو سلمت من حَادث الدَّهْر دمنة ... تمطى على هام الدهور الخورنق)
وَمن محاسنه قَوْله فى زيات بديع الْجمال وَقد أَجَاد فى التورية
(أفديه زياتاً رنا وانثنى ... كالبدر كالشادن كالسمهرى)
(أحسن مَا تبصر بدر الدجى ... بلعب بالميزان والمشترى)
وَله غير ذَلِك من غرر النَّوَادِر وَكَانَت وَفَاته بِمَكَّة فى سنة سبع وَسبعين وَألف
مُحَمَّد بن سعيد المريغتى السوسى الاصل والمنشا نزيل مراكش وامام مَسْجِد المواسين بهَا كَانَ اماما عَالما فى التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه وعلوم الْعَرَبيَّة وفى الاوفاق والتنجيم والفلك بحرا لَا سَاحل لَهُ قَرَأَ ببلاده على كثيرين ثمَّ بتافيلات على الشريف عبد الله بن طَاهِر وبمراكش على مفتيها عِيسَى السكتانى ثمَّ تصدر بهَا للتدريس وانتهت اليه بهَا الرياسة فى الْعُلُوم وَكَانَ مكثرا من اقراء الْكتب السِّتَّة والشفا واسماعها لطلبة الحَدِيث النبوى وَأَخذهَا عَنهُ عَالم لَا يُحصونَ وَتخرج بِهِ فى طَرِيق التَّصَرُّف كَثِيرُونَ ولازمه أفاضل عصره من الْمغرب الاقصى والادنى وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ وَتخرج بِهِ الْفَاضِل الْعَلامَة ابراهيم السوسى وَمُحَمّد البوفرانى وَكَانَا كثيرا مَا يديمان ذكره ويحاضران بِهِ فى مجالسهما ويذكران عَنهُ وقائع غَرِيبَة مِنْهَا أَن رجلا شكى اليه والى بَلَده وَذكر لَهُ مظلمته فَقَالَ لَهُ سر اليه وَقل لَهُ يَقُول لَك مُحَمَّد بن سعيد لَا تجْلِس فى الْبَلَد فَلم يبت بهَا وفارقها وَلم يرجع اليها وَبلغ السُّلْطَان خُرُوجه مِنْهَا بِغَيْر اذن مِنْهُ فَأرْسل يَطْلُبهُ فَسَأَلَهُ عَن سَبَب الْخُرُوج فَقَالَ لما أرسل الى لم يسْتَقرّ لى قَرَار بِالْجُلُوسِ وَخرجت بِغَيْر اخْتِيَار فَعَزله عَن عمله وَأرْسل لَهَا واليا آخر وَمِنْهَا أَن رجلا اجْتمع عَلَيْهِ دُيُون كَثِيرَة وَعجز عَن قَضَائهَا فَأتى اليه وَذكر لَهُ ذَلِك فَقَالَ لَهُ