وَله غير ذَلِك وَكَانَت وَفَاته بِدِمَشْق فى سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَألف
مُحَمَّد بن سعيد باقشير المكى الْفَاضِل الاديب الشَّاعِر من ألطف أدباء الْحجاز وَأَكْثَرهم نَوَادِر وتحفا وَقد ذكره ابْن مَعْصُوم فَقَالَ فى وَصفه أديب بارع وشاعر لَهُ فى مناهل الادب مشارع نظم فأجاد وأرزم سَحَاب فَضله فجاد فعلت رتبته فى القريض وسمت وافترت ثغور محاسنه وابتسمت كل ذَلِك عَن غير تكلّف نَحْو وعروض بل عَن قريحة تذلل لَهُ جوامح الْكَلَام وتروض فجَاء نظمه السهل الْمُمْتَنع ونزهة النَّاظر والمستمع ثمَّ ذكر لَهُ قَوْله من قصيدة يمدح بهَا السَّيِّد أَحْمد ابْن مَسْعُود
(علقا أَظُنك بالكعاب الرود ... أم والها بهوى الظباء الغيد)
(أسبلن أَمْثِلَة الغداف غدائرا ... سُودًا تطل على الليالى السود)
(وسفرن عَمَّا لَو لطمن بِمثلِهِ ... خد الظلام لما بدا بالبيد)
(بيض يرنحهن ريعان ريعان الصِّبَا ... تيها كخوط البانة الا ملود)
(عذر العذول على الْهوى فِيهَا وَقد ... عنت لنا بَين اللوى وزرود)
(فطفقت أنْشدهُ على تأنيبه ... أَرَأَيْت أى سوالف وخدود)
(تربت يَد اللوام كم ألظت حَشا ... دنف بألهوب من التفنيد)
(أَو مادروا أَن الْجمال حبائل ... مَا ان يصاد بِهن غير الصَّيْد)
(ولرب مهضمة الحشا بهنانة المتنين منعمة الازار حرود)
(ترنو فتحسب أم خشف ثارها القناص عَن خضل الكلا مخضود ... )
(لله أحداق الحسان وفعلها ... فى قلب كل متيم معمود)
(الحفننى البرحاء لكنى امْرُؤ ... وزرى بِرُكْن فى الْمُلُوك شَدِيد)
وَقَوله وَكتب بهَا اليه أَيْضا يصف أمة لَهُ سَوْدَاء مداعبًا
(أَبَت صروف القضا المحتوم وَالْقدر ... الا اشابة صفو الْعَيْش بالكدر)
(وان من نكد الايام أَن قربت ... دَار الحبيب وَلَكِن شط عَن نظرى)
(بى من سَطَا الْبَين مَا لَو بالجبال غَدَتْ ... عهنا وبالسبعة الافلاك لم تدر)
(نوى الاحبة والشوق الشَّديد ولى ... جوى تجدده مهما انْقَضى فكرى)
(وزادنى الدَّهْر هما لَا يعادله ... هم بسمراء ألهتنى عَن السمر)
(زنجية من بَنَات الزنج تحسبها ... حظى تجسم جثمانا من الْبشر)
(كَأَن قامتها ليلى ومنخرها ... ذيلى فيالك من طول وَمن قصر)