وأرسلها الى الرّوم ومطلعها

(أمسكية الانفاس أم عبقة الند ... وناسمة الازهار أم نفحة الْورْد)

مِنْهَا فى المديح

(ومعتقل للعز صعدة عزمه ... أَنا بيبها رعافة بِدَم الاسد)

(ومرسل ارسال العطايا مباريا ... بأيسرها وَطف الغمائم فى الرفد)

(فيا من لَهُ ودى من النَّاس كلهم ... وَمن هولى من بَينهم غَايَة الْقَصْد)

(وَمن صرت فى مدحى علاهُ كأننى ... حمامة جرعا فَوق ميالة الملد)

(على اننى مَا فهت يَوْمًا لماجد ... سواهُ بِشعر لَا بِقرب وَلَا بعد)

(وَلَكِن دعانى الشوق لبيت مسرعا ... وَهَذَا وَمَا أخفيه بعض الذى أبدى)

(ألية محنى الضلوع على الاسى ... تحار الاسى مِمَّا براه من الوجد)

(لَهُ زفرات من فؤاد تضرمت ... بِهِ نَار شوق دونهَا النَّار فى الوقد)

(لأَنْت الذى مَا حل فى الْقلب غَيره ... وَلَا حَال حالى فِيهِ من ذَلِك الْعَهْد)

(وَلم ترعينى مثله بعده وَهل ... يمِيل الى غورفتى عَاشَ فى نجد)

وَكَانَت وَفَاته لَيْلَة الْجُمُعَة ثانى عشرى شهر ربيع الاول سنة سبع وَثَمَانِينَ وَألف وَصلى عَلَيْهِ اماما بِالنَّاسِ الشَّيْخ مَنْصُور الطوخى بالازهر فى مشْهد عَظِيم حافل وَدفن بالقرافة الْكُبْرَى فى قبَّة آبَائِهِ الْمَعْرُوفَة هُنَاكَ رَحمَه الله تَعَالَى

مُحَمَّد بن سعد الكلشنى نزيل دمشق كَانَ من أدباء الصُّوفِيَّة لَهُ محاضرة رائقه وأخبار عَجِيبَة وَكَانَ فضلاء دمشق يميلون اليه ويعاشرون مِنْهُ رحلا سهلا خلوقا متوددا طارحا للتكلف صَاحب نَوَادِر وآداب وَكَانَ ينظم الشّعْر وَله شعر مطبوع مِنْهُ قَوْله

(وانى امْرُؤ فى طبعى الْعِزّ والغنا ... ومذ كنت طفْلا لَا أذلّ وأخضع)

(اذا انصرفت نفسى عَن الشئ لم تكن ... اليه بِوَجْه مُدَّة الْعُمر ترجع)

وَقَوله

(يَا نَاظر الخيال الْفِكر مفتكرا ... أَنْت الخيال وفيك السِّرّ فاعتبروا)

(أنظر مُصَور هَذَا الْكَوْن مِنْك ترى ... مُصَور الْكل فى الاشياء قد ظهرا)

وَقَوله مضمنا

(يَا وَاحِدًا عَم الْوُجُود وجوده ... وجماله فى الْكَوْن أضحى بَينا)

(أَنْت الذى ظَهرت حَقِيقَة ذَاته ... فى كل شئ والحجاب تعينا)

(كَالشَّمْسِ يمنعك اجتلاء وَجههَا ... فاذا اكتست برقيق غيم أمكنا)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015