النَّجْم بمعرفته وَكَانَ النَّجْم الْمَذْكُور فى هَذَا الْعلم مِمَّن لَا يدْرك شاوه وَمَا زَالَ بعد ذَلِك يترقى فى الْفضل حَتَّى انْفَرد وَولى افتاء حلب وتصدر بهَا وَأفَاد ودرس وَأَلْقَتْ اليه علماؤها أَعِنَّة التَّسْلِيم وتواتر خبر فَضله وبلغنى ان السَّيِّد عبد الله بن الحجازى الْمُقدم ذكره كَانَ طلب من الْوَزير الْفَاضِل ايام انضمامه اليه أَن يشفع لَهُ فى منصب الْفتيا عَن الكواكبى عِنْد شيخ الاسلام يحيى المنقارى فَلَمَّا فاوضه الْوَزير فى ذَلِك قَالَ لَهُ المنقارى اذا عزل الكواكبى نضطر الى ان نوجه اليه منصبا يَلِيق بِهِ وَلَا يَلِيق بِهِ الا منصبى وَقصد بذلك أَن يكف الْوَزير عَن هَذَا الامر فَلم يذكرهُ لَهُ بعد ذَلِك وَبقيت عَلَيْهِ الْفَتْوَى الى أَن مَاتَ وَألف المؤلفات العديدة مِنْهَا نظم الْوِقَايَة فى الْفِقْه وَشرح نظمه شرحا مُفِيدا وَله نظم الْمنَار وَشَرحه فى الاصول وحاشية على تَفْسِير البيضاوى الْتزم فِيهَا مناقشة سعدى وَأُخْرَى ناقش فِيهَا عِصَام الدّين وحاشية عل شرح المواقف للسَّيِّد وَغير ذَلِك من التحريرات وَله نظم ونثر فى غَايَة اللطافة فَمن شعره قَوْله

(أورقاء عَن عهد الحبيب تترجم ... لِيَهنك الف بالغوير مخيم)

(لَئِن تندبى الْفَا وَمَا شط حيه ... فانى على شط المزار متيم)

(وهب سجعك الْمَوْزُون باللحن مطرب ... فدمعى أَو فى صَامت يتَكَلَّم)

(لكى مثل فى العندليب وسجعه ... ولى بالفراش الشّبَه وَالْفرق يعلم)

وَقَوله

(يَا أَيهَا الْبَدْر الْمُنِير اذا بدا ... واذا رنا يَا ايهذا الريم)

(ومعلم الْغُصْن الرطيب تمايلا ... رق النسيم لَهَا فكاد يهيم)

(كم ذاتموه عَن صبَابَة عاشق ... صب على طول الصدود مُقيم)

(فَارْحَمْ ضنى جسدى وَحسن تصبرى ... وارع الْجَمِيل فَمَا الْجمال يَدُوم)

وَله هَذَا الْمُفْرد

(فَلَا تعجبوا من لكنة فى لِسَانه ... فَمن حُلْو فِيهِ لَا يُفَارِقهُ الْحَرْف)

وَهَذَا الْمَعْنى أَصله بالتركية وَكنت عربته قبل ان أرى بَيت الكواكبى بقولى

(مَا لكنة فِيهِ تشين وانما ... تأبى الْحُرُوف فِرَاق شهد لِسَانه)

وللكواكبى مضمنا بيتى أَبى الْعَبَّاس المرسى

(حتام فى ليل الهموم زناد فكرك تقتدح ... )

(قلب تحرق بالاسى ... ودموع عين تنسفح)

(ارْفُقْ بِنَفْسِك واعتصم ... بحمى الْمُهَيْمِن تَنْشَرِح)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015