الحسنيين وَسَأَلَهُ أَن يُخرجهُ من مَكَّة الى نواحى الْيمن فَأخْرجهُ مَعَ أحد رِجَاله اليها قلت وَهَذِه الْقِصَّة الَّتِى قد ذكرهَا أفضح فضيحة وَمَا أَظن أَن أحدا مِمَّن فِيهِ شمة من الاسلام بل فِيهِ شمة من الْعقل يجترى على مثلهَا وحاصلها أَن بعض سدنة الْبَيْت شرفه الله تَعَالَى اطلع على التلويث فأشاع الْخَبَر وَكثر اللَّغط بِسَبَب ذَلِك وَاجْتمعَ خَاصَّة أهل مَكَّة وشريفها الشريف بَرَكَات وقاضيها مُحَمَّد ميرزا وتفاوضوا فى هَذَا الامر فانقدح فى خواطرهم ان يكون هَذَا التجرى من الرفضة وجزموا بِهِ وأشاروا فِيمَا بَينهم أَن يقتل كل من وجد مِمَّن اشْتهر عَنهُ الرَّفْض ووسم بِهِ فجَاء الاتراك وَبَعض أهل مَكَّة الى الْحرم فصادفوا خَمْسَة أَنْفَار من الْقَوْم وَفِيهِمْ السَّيِّد مُحَمَّد مُؤمن وَكَانَ كَمَا أخْبرت بِهِ رجلا مسنا متعبدا متزهدا الا أَنه مَعْرُوف بالتشيع فَقَتَلُوهُ وَقتلُوا الاربع الاخر وَفَشَا الْخَبَر فاختفى الْقَوْم المعروفون بأجمعهم وَوَقع التفتيش على بعض المتعينين مِنْهُم وَمِنْهُم صَاحب التَّرْجَمَة فالتجأوا الى الاشراف ونجوا وَرَأَيْت بِخَط بعض الْفُضَلَاء أَن صَاحب التَّرْجَمَة رَجَعَ بعد الْقِصَّة الى الْعَجم وَأنْشد لَهُ من شعره قَوْله

(فضل الْفَتى بالجود والاحسان ... والجود خير الْوَصْف للانسان)

(أَو لَيْسَ ابراهيم لما أَصبَحت ... أَمْوَاله وَقفا على الضيفان)

(حَتَّى اذا أفنى اللهى أَخذ ابْنه ... فسخا بِهِ للذبح والقربان)

(ثمَّ ابْتغى النمرود احراقا لَهُ ... فسخا بمهجته على النيرَان)

(بِالْمَالِ جاد وبابنه وبنفسه ... وبقلبه للْوَاحِد الديَّان)

(أضحى خَلِيل الله جلّ جَلَاله ... ناهيك فضلا خلة الرَّحْمَن)

(صَحَّ الحَدِيث بِهِ فيالك رُتْبَة ... تعلو بأخمصها على التيجان)

أصل هَذَا حَدِيث قدسى رَوَاهُ أَبُو الْحسن المسعودى فى أَخْبَار الزَّمَان قَالَ ان الله أوحى الى ابراهيم عَلَيْهِ السَّلَام انك لما سلمت مَالك للضيفان وولدك للقربان ونفسك للنيران وقلبك للرحمن اتخذناك خَلِيلًا وَمن شعره قَوْله

(يراكم بِعَين الشوق قلبى على النَّوَى ... فيحسده طرفى فتنهل أدمعى)

(ويحسد قلبى مسمعى عِنْد ذكركُمْ ... فتذكو حرارات الجوى بَين أضلعى)

وَقَوله موريا بلقبه

(قلت لما لجئت فى هجود هر ... بذلك الْجهد فى احتفاظ الجهول)

(كَيفَ لَا أشتكى صروف زمَان ... ترك الحسر فى زَوَايَا المخول)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015