(مَا ترى عَن الانام ثوى ... حُفْرَة اذ آب من سَفَره)

(لم يقم فى قصره زَمنا ... غير وَقت زَاد فى قصره)

(بعد مَا قد كَانَ عزته ... ترشد السارى الى وطره)

(وندى كفيه منهمرا ... مذهلا للروض عَن مطره)

(كَانَ طودا لَا يحركه ... أى خطب جلّ فى خطره)

(كَانَ بحرا طالما الْتقط الطَّالِب الْمُحْتَاج من درره ... )

(شادركن الدّين ملتمسا ... لرضى الرَّحْمَن من صغره)

(وحوى الدُّنْيَا وديدنه ... طلب الاخرى الى كبره)

(فسقى الرَّحْمَن تربته ... صيبا ينهل فى سحره)

(وعماد الدّين أزعجه ... بعده يَغْدُو على أَثَره)

(لم ينل فى الْعُمر بغيته ... لَا وَلَا أفْضى الى وطره)

(لم يذقْ فى دهره أبدا ... صفو عَيْش صين عَن كدره)

(مَا أرَاهُ الدَّهْر مطلبه ... ليته أخلاه من غَيره)

(رحم الرَّحْمَن مصرعه ... ووقاه الْحر من سقره)

(كَيفَ أنسى شمس مفخرنا ... وَأرى السلوان عَن قمره)

(فهما قد أضرّ مَا لهبا ... فى فؤادى طَار من شرره)

(وأسالا مدمعا بخلت ... أدمعى دهرا بمهمره)

(لَا أفى يَوْمًا بحقهما ... لَو أسلت الرّوح عَن قطره)

(غير أَن الصَّبْر شِيمَة من ... صوب الرَّحْمَن فى قدره)

(لينال الاجر مِنْهُ اذا ... ذاق طعم الصاب من صبره)

(نسْأَل الرَّحْمَن خَاتِمَة ... بِرِضا الرَّحْمَن فى صَدره)

ورثاه الشَّيْخ البليغ صارم الدّين ابراهيم الهندى المهتدى بقصيدة فجيمة مِنْهَا

(قضى الفخار فَلَا عين وَلَا أثر ... واحلو لَك الْخطب لَا شمس وَلَا قمر)

(أمهبط الوحى مَا هَذَا الذى صنعت ... يَد الْقَضَاء وماذا أحدث الْقدر)

(وَمَا الذى مادت الدُّنْيَا لصدمته ... تفجعا وتوارى النَّجْم وَالشَّجر)

(وَمَا الذى مِنْهُ ماج الْكَوْن واضطربت ... لَهُ الْجبَال وريع الرَّاد وَالسحر)

(وَمَا الذى جزر الْبَحْر الكهام لَهُ ... واستشعر الْحَشْر مِنْهُ البدو والحضر)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015