فَأَخذه الْجمال يُوسُف ابْن كريم الدّين كَاتب المحكمة وَعجز المنقارى عَن أَخذه لقرب الكريمى من القاضى فَكتب المنقارى الى قاضى الْقُضَاة السَّيِّد صَاحب التَّرْجَمَة هَذِه الابيات معاتبة على تَوْجِيه مدرسة أَبِيه للكريمى وهى أَبْيَات لَطِيفَة وغالبها تضمين من شعر الْغَيْر
(غيرت يَا دهر من ودى غَدا لَهُم ... ملازما فنأت عَنى لَهُم نعم)
(قد كنت أَرْجُو وجودا الْجُود مَعَ شرف ... أسمو بِهِ فَوق أقرانى اذا حكمُوا)
(فَصَارَ جودهم للْغَيْر وانخفضت ... مَرَاتِب شأوها الاخلاص عِنْدهم)
(وفى فؤادى من عكس الردى حرق ... قد أضرمتها ريَاح شابها الالم)
(مَا كل مَا يتَمَنَّى الْمَرْء يُدْرِكهُ ... تجرى الرِّيَاح بِمَا لَا يشتهى الارم)
(لَعَلَّهَا تنطفى من برد حكمته ... ويشتقى الْقلب من نَار لَهَا ضرم)
(فان عكس الرجا مر مذاقته ... على كئيب عرته فى الورى نعم)
(مولاى يَا من غَدا سر الْوُجُود وَمن ... سواهُ عندى وان أولى الجفا عدم)
(لأَنْت انسان عين الرّوم حزت على ... مَا نالها قطّ لَا عرب وَلَا عجم)
(وفقت غَيْرك فى حكم ومعدلة ... وشدت ربعا وَمن سكانه الْكَرم)
(طلعت فى أفقنا بَدْرًا وَلَيْسَ يرى ... لِليْل جهل وظلم فى الملا ظلم)
(لَكِن مَوضِع رحلى أسود وفمى ... فِيهِ لهيب الظما دون الورى وَدم)
(سقيت جرعة عَيْش كُله كدر ... ووردهم من نداك السلسل الشبم)
(تعلّقت بحبال الشَّمْس مِنْك يدى ... ثمَّ انْثَنَتْ وهى صفر ملؤُهَا نَدم)
(هَل فى الْقَضِيَّة يَا من فضل دولته ... وَعدل سيرته بَين الورى علم)
(يضيع وَاجِب حقى بعد مَا شهِدت ... بِهِ النَّصِيحَة والاخلاص والخدم)
(وَلم أقصر لَدَى حفظ الوداد وَلَا ... جرت الى نَحْو اخلاصى لَك التهم)
(وَمَا ظننتك تنسى حق معرفتى ... ان المعارف فى أهل النهى ذمم)
(وَلم أضيع عهودا مِنْك لى سلفت ... وَمَا غدرت فَلم للود احترم)
(حرمت مَا كنت أَرْجُو من ودادك لى ... مَا الرزق الا الذى تجرى بِهِ الْقسم)
(بِاللَّه يَا ابْن الالى سَارُوا الى رتب ... مَا نالها أحد فى الْخلق غَيرهم)
(مَا مر يَوْمًا بفكرى مَا يريبكم ... ولاسعت بى الى مَا سَاءَ كم فدم)
(أحببتكم لخلال كنت أعرفهَا ... وانما تعشق الاخلاق والشيم)