(وفيك يُقَال لَيْسَ لَهُ نَظِير ... وفيك يناظر الْبَحْر اللهام)

(فكفوا سنة الاجناد عَنْهُم ... فان الْجند أشرار طغام)

(وَمَا المهدى الا خير هاد ... وَسيرَته على النَّاس الْغَمَام)

(تعيش بِهِ الْبَريَّة فاستغيثوا ... لَهُم بِالْعَدْلِ مِنْهُ وَالسَّلَام)

وَكتب اليه وَهُوَ بِمَدِينَة حبور وَكَانَ اذ ذَاك بِحَضْرَتِهِ بهَا

(بقيت أَبَا يحيى على النَّجْم واطيا ... وبالنصر مخدوما وللدين حاميا)

(وَبدر الهالات المعارف ساطعا ... وبحر الطلاب العوارف طاميا)

(دَعَانَا الى علياك فضل أرى لَهُ ... رَوَائِح فى هَذَا الورى وغواديا)

(فأيقظت آمالى وَمَا كن غفلا ... وكلفتها طودا تناجى الدراريا)

(أَقُول لنفسى وهى تركب روعها ... وَقد بلغت مِمَّا تلاقى التراقيا)

(وَقد قصرت عَن قلَّة النيق بغلتى ... وأعوزنى حالى الى المشى راقيا)

(مديحن لَا ينجيك مِنْهُ تَمِيمَة ... وَلَا ذورقى ان تطلبى لَك راقيا)

مديحن اسْم لعقبة ينفذها الطَّرِيق السالك الى مَدِينَة حبور

(وَمَا كنت أخْشَى أَن تعاطى ركُوبه ... وَلَا أَن تلاقى مِنْهُ تِلْكَ الملاقيا)

(فَقَالَت اذا كَانَت مراقيه تنتهى ... الى حسن أحسن بِهن مراقيا)

(الى ملك يستسهل الصعب والسرى ... اليه ويرمى بالنفوس المراميا)

(ويمتاح للآمال من عتباته ... رغائب ينقعن الْقُلُوب الصواديا)

عَزِيز المعزلى المكنى بابى عَزِيز نزيل مصر ذكره المناوى فى الطَّبَقَات وَقَالَ فى تَرْجَمته كَانَ مُقيما بِمصْر فى الْجَامِع الازهر وَهُوَ من أَرْبَاب المجاهدة وَالذكر والفكر وَكَانَ يغلب عَلَيْهِ الجذب والاستغراق وَكَانَ يحفظ الْقُرْآن وَيكثر من تِلَاوَته وَمن كراماته الخارقة انه كَانَ اذا غلب عَلَيْهِ الْحَال أكل رَطْل كبريت مدقوقا وَرُبمَا زَاد على ذَلِك وَيَأْخُذ صحن الْجَامِع فى وثبة وَاحِدَة وَرُبمَا أَقَامَ صَارِخًا أَو شاخصا الْيَوْم أَو اللَّيْلَة قَالَ وَاجْتمعت بِهِ فى جَامع طولون من غير قصد منى فانى بَيْنَمَا أَنا جَالس بِهِ اذ هُوَ قد أتانى وَوضع يَده فى يدى فَوَجَدتهَا من كَثْرَة المجاهدة وَغَلَبَة الْحَال جلدا بِلَا لحم قَالَ وَكَانَت وَفَاته فى سنة عشرَة بعد الالف وَتوفى بالصحراء

السَّيِّد عَطاء الله بن مَحْمُود الْمَعْرُوف بالصادقى الحلبى القاضى كَانَ من أدباء الْعَصْر الفائقين وَله منادمة مبهجة وشعره بديع الصِّيغَة والصنعة رَقِيق النادرة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015