وصحبة قديمَة فتقيد برعاية جَانِبه وَسمعت والدى يَقُول وَقد سُئِلَ عَنهُ كَأَنَّمَا البلاغة تُؤْخَذ عَن لَفظه والآداب ترنو عَن لحظه وَكَانَ جرى بَينهمَا مطارحات ومراسلات كَثِيرَة من جُمْلَتهَا قصيدة كَانَ والدى كتب اليه بهَا ومطلعها
(يَا سَاكِنا بشغافى ... وَعَن عيونى خافى)
(طولت مُدَّة بينى ... وَبَعضهَا كَانَ كافى)
(كدرت بالبعد عيشى ... من بَعْدَمَا كَانَ صافى)
(لهفى لطيب لَيَال ... مرت لنا بالتصافى)
(حَيْثُ الشَّبَاب قشيب ... والدهر فِيهِ موافى)
(وسالف من زمَان ... تدار فِيهِ سلافى)
(من كف ريم كغصن ... يمِيل بالاعطاف)
(يزهو بوردى خد ... يزرى بورد القطاف)
(زمَان لَهو تولى ... بروضة ميناف)
(تسقى من السحب وَبلا ... بِعَارِض وكاف)
(يَا دهر رفقا بصب ... حَتَّى مَتى ذَا التجافى)
(وعدتنى بالامانى ... فَكُن بوعدك وافى)
(واسمح بِرُؤْيَة مولى ... سليل عبد منَاف)
(ذَاك الْهمام المفدى ... وَسيد الاشراف)
(كم حل مُشكل بحث ... بِلَفْظِهِ الْكَشَّاف)
(مولاى يَا بَحر فضل ... طام من الْجُود طافى)
(وفائزا بقواف ... قد أعجزت ابْن قَاف)
(يَا مُفْرد الرّوم حَقًا ... وجامع الالطاف)
(أَنْت الْغنى بمدحى ... عَن كَثْرَة الاوصاف)
(فَلَا تظن بأنى ... لسابق الود جافى)
(لَو كنت أعلم صبرى ... لَكِن أمرى خافى)
(لَكَانَ سعيى اليكم ... وفى حماكم طوافى)
(فربع غَيْرك عندى ... مولاى كالاعراف)
(ان رمت تَفْصِيل حالى ... من الزَّمَان المجافى)