في هذا العصر تنوعت المشارب، وتشعبت الطموحات، مآرب مختلفة وصوارف متعددة، يقف المرء أمام تلك الصوارف والموانع والمتطلبات حيران، فللبيت رعاية وواجبات، وللزوجة عناية ومطالب، وللوالدين إكرام وحقوق، وللأصدقاء ود ووفاء، وللأرحام صلة وإحسان، وللجار تعاهد وزيارة، وللفقراء بذل وحنو، ولطلب الرزق زمن لازم، ولحضور دروس العلماء شغف وطموح، ولحفظ المتون أمنية وأمل، أمام كل ذلك يقف طالب العلم الهميم حيران ليجمع بين منثور ذلك الخير فكيف الجمع بينها؟
إن ذلك يتطلب دعاء ببركة الوقت، وتوفيقاً في تنظيم شئون الحياة، وفي الشريعة قاعدة في الجمع بين متطلبات الدنيا والدين، قال عليه الصلاة والسلام: «فإن لزوجك عليك حقا، ولزورك عليك حقاً، ولجسدك عليك حقاً». (متفق عليه).
فأعط كل ذي حق حقه، واغتنم زمن عمرك وزهرة دهرك بطرق كل أبواب الخير، واجعل لكل أولئك زمناً تتقرب به إلى الله بإخلاص النية، واجعل بر والديك في غير معصية هو المقدم، فالبركة والخيرات في القرب منهم.