وممقوت عند الله وعند الناس، ولا يسود أبداً، ولا يواسى، فإن الناس لا يسودون عليهم إلا من يريد الإحسان إليهم".
والفاضل لا يكون حسوداً، ولا يحسد إلا المفضول، والله عز وجل قد ينعم على المحسود بالنعمة التي حسد عليها أو يزيد.
قال شيخ الإسلام (?): "بغضه لنعمة الله على عبده مرض، فإن تلك النعمة قد تعود على المحسود وأعظم منها، وقد يحصل نظير تلك النعمة لنظير ذلك المحسود".
ومن وجد في قلبه حسداً لغيره فليجاهد نفسه باستعمال التقوى والصبر. قال رجاء بن حيوة: "ما أكثر عبد ذكر الموت إلا ترك الحسد والفرح" فعليك بالسعي في إزالة الحسد من قلبك، والإحسان إلى المحسود بإكرامه، والدعاء له، ونشر فضائله، واعل بنفسك إلى إزالة ما وجدت عليه في نفسك من الحسد حتى تصل إلى مرتبة تتمنى فيها أن يكون أخوك المسلم خيراً منك وأفضل. قال ابن رجب (?): "وهذا من أعلى درجات الإيمان، وصاحبه هو المؤمن الكامل الذي يحب لأخيه ما يحب لنفسه". والمحسود مظلوم مأمور بالصبر والتقوى فليصبر على أذى الحاسد وليعف وليصفح عنه فالرفعة له.
قال ابن القيم (?): "من أصعب الأسباب على النفس وأشقها عليها، ولا يوفق لها إلا من عظم حظه من الله، وهو إطفاء نار الحاسد والباغي والمؤذي بالإحسان إليه، فكلما ازداد أذى وشراً وبغياً وحسداً، ازددت إليه إحساناً وله نصيحة وعليه شفقة".