خطط الشام (صفحة 82)

خلفهم وسمعوا صوت الطبول والبوقات، توهموا أن العرب قد جاءوهم من خلفهم وكبسوهم فوقعت فيهم الهزيمة فسقطوا كلهم في ذلك الوادي أعني وادي الرماد، وهو وادٍ عظيم كبير فماتوا ولم يتخلص منهم إلا نفر قليل، ومنهم من هرب إلى مواضع شتى، ومنهم من تراجع

إلى دمشق، ومنهم من هرب إلى بيت المقدس، ومنهم من هرب إلى قيسارية اه.

وشهد اليرموك ألف صحابي منهم نحو من مائة من أهل بدر، وتهافت في الواقوصة من الروم عشرون ومائة ألف، ثمانون ألف مقرّن وأربعون ألف مطلق سوى من قتل في المعركة من الخيل والرجل. ويقول الطبري: إن قتلى اليرموك من الروم سبعون ألفاً، وزعم بعض المؤرخين أن جيش الروم تكامل يوم اليرموك أربعمائة ألف.

فتح فِحل وأجْنَادين وَبيْسان:

ذكروا أن أول كتاب كتبه عمر حين ولى أبا عبيدة الشام: أُصيك بتقوى الله الذي يبقى ويفنى ما سواه، الذي هدانا من الضلالة، وأخرجنا من الظلمات إلى النور، وقد استعملتك على جند خالد بن الوليد، فقم بأمرهم الذي يحق عليك. لا تقدم المسلمين إلى هَلكة رجاء غنيمة، ولا تنزلهم منزلاً قبل أن تسْتَرِيده لهم وتعلم كيف مأتاه، ولا تبعث سريَّة إلا في كَثْف من الناس، وإياك وإلقاء المسلمين في الهلكة، وقد ابتلاك الله بي وابتلاني بك، فغمضّ بصرك عن الدنيا، وأله قلبك عنها، إياك أن تهلكك كما أهلكت من كان قبلك، فقد رأيتَ مصارعهم اه.

توفي أبو بكر الصديق قبل فتح اليرموك بعشر ليال وبعد أن أصيبت الروم بالهزيمة القاطعة على اليرموك، كانت وقعة فحل من الأردن بعد خلافة عمر بن الخطاب بخمسة أشهر، ولما انتصر المسلمون على اليرموك كان هرقل في البيت المقدس، جاءها للاحتفال بتخليص الصليب الذي استرده قبل ذلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015