والجغرافيين في سبب تسميته شاما آراء مختلفة فقيل: سمي لتشاؤم بني كنعان إليه وقيل: بل سمي بسام بن نوح لأنه نزل به واسمه بالسريانية شام بشين معجمة. وقال بعضهم: إن سام بن نوح لم يدخل
الشام قط وقيل: لأن أرضه أي أرض الشام مختلفة الألوان بالحمرة والسواد والبياض فسمي شاما لذلك، كما يسمى الخال في بدن الإنسان شامة، وقيل: سمي شاما لأنه عن شمال الكعبة. والشام لغة في الشمال، وقيل: سميت الشام شاما لكثرة قراها وتداني بعضها من بعض فشبهت بالشامات وجوزوا فيه وجهين أحدهما أن يكون من اليد الشؤمى وهي اليسرى والثاني أن يكون فعلا من الشؤم.
واختصرت العرب من شامين الشام وغلب على الصقع كله ياقوت وهذا مثل فلسطين وقنسرين ونصيبين وحوارين وهو كثير في نواحي الشام. وذكروا أن معنى الشام الطيب، ويقال للشام اللماعة واللماعة بالركبان تلمع بهم أي تدعوهم إليها وتطيبهم، وقد تجمع الشام على شامات وتسمى الشام بذلك، ومن الناس من لا يجعله إلا شاما واحدا، ومنهم من يجعله شامات فيجعل بلاد فلسطين والأرض المقدسة إلى حد الأردن شاما، ويقولون الشام الأعلى ويجعل دمشق وأرجاءها من الأردن إلى الجبال المعروفة بالطوال شاما ويجعل سورية وهي حمص وما ضمت إلى رحبة مالك شاما، ويجعلون حماة وشيزر من مضافاتها ويجعل قنسرين من إقليمها وحلب مما يدخل في هذا الحد إلى جبال الروم والعواصم والثغور. فأما عكا وطرابلس وكل ما هو على ساحل البحر وكل ما قابل شيء منه شيئا من الشامات فيحسب منه.
وإطلاق الشام على دمشق من باب إطلاق العام على الخاص والعرب نالينو كثيرا ما يسمون المدن القواعد بأسماء أقاليمها فكانوا يقولون بلا فرق دمشق أو الشام - الفسطاط أو القاهرة أو مصر - شام أو