أن يغلبوكم على الشام ويشاركوكم في جبال الروم، فلما رآهم يعصونه ويردون عليه بعث أخاه تيودورا وأمر الأمراء.
وأول وقعة كانت بين العرب والروم بقرية من قرى غزة يقال لها دائن 12هـ كانت بينهم وبين بطريق غزة فاقتتلوا فيها قتالاً شديداً فهزم الروم، وتوجه يزيد بن أبي سفيان في طلب ذلك البطريق فبلغه أن بالعربة من أرض فلسطين جمعاً
للروم فأوقع بهم وقتل عظيمهم، وانتهى إليه أن ستة من قواد الروم نزلوا العربة في ثلاثة آلاف فسار إليهم المسلمون في كًثْف منهم فهزموهم، وقتل أحد القواد فصار الروم إلى الَّبة فهزمهم المسلمون وغنموا غنماً حسناً. وأول صلح كان بالشام صلح مآب. مرّ أبو عبيدة بهم في طريقه فقاتلوه، ثم سألوه الصلح فصالحهم، وقالوا: إن أول حرب كانت بالشام بعد سرية أُسامة بالعربة ثم أتوا دائن ثم كانت مرج الصُفَّر، وأول مدينة فتحت بصرى قصبة حوران.
لما سار خالد بن الوليد من العراق مدداً للمسلمين في الشام وقد ضاق المسلمون فيه لكثرة جيوش الروم فتح في طريقه ما اجتاز به من شرق الشام، مثل أرك ودومة الجندل وقُصم وتَدمر والقريتين وحَوّارين ومرج راهط، ووجه أحد رجاله إلى غوطة دمشق فأغار على قرى من قراها، وصار خالد إلى الثنية التي تعرف بثنية العقاب المشرفة على الغوطة، فوقف عليها ساعة ناشراً رايته وهي راية كانت لرسول الله تسمى العقاب علماً لها. والعرب تسمي الراية عقاباً. وأغار على بني غسان في يوم فِصحهم.
ثم سار خالد حتى انتهى إلى المسلمين بقناة بصرى، ويقال: إنه أتى الجابية من حوران وبها أبو عبيدة في جماعة من المسلمين فالتقيا ومضيا جميعاً إلى بصرى. ولما فتحت بصرى توجه أبو عبيدة بن الجراح في جماعة كثيفة فأتى مآب من أرض البلقاء، وبها جمع العدو فافتتحها صلحاً على مثل صلح بصرى، ثم كانت وقعة أجنادين قرب القدس، شهدها من الروم زهاء مئة ألف سرَّب هرقل أكثرهم وتجمع باقوهم من النواحي