أعمال الحكومة الشريفية الرسمية لا تقل بإزاء فرنسا عداءً عن أعمال عصاباتها اه. وكان غورو نشر منشوراً في الطيارات على أهالي سورية قبيل وقعة ميسنون قال فيه: قيل لكم إن فرنسا ترغب في استعماركم وأنها تريد استعبادكم وما ذلك إلا إفك مبين. إن فرنسا قبلت الانتداب التي عهد به إليها مؤتمر السلم على سورية، وهي عازمة على أن تدع الموظفين الوطنيين يزاولون أشغالهم بشرط أن لا يعملوا بسلطتهم ضدها فيخونون العهود والمواثيق المقطوعة.
أما الانتداب فلفظ حديث يراد به الإشراف أو الكفالة وهو لا يخرج عن الحماية إلا باعتبارات قليلة. وقد جاء في صك عصبة الأمم في تعريفه أن الشعوب التي جعلت تحت حكم الانتداب المحدد والموقت والذي طلبوه من أنفسهم هم مستقلون وأن المنتدب عليهم هو المرشد الموقت ريثما يصبحون قادرين على حكم أنفسهم. وقال بوانكاره من ساسة فرنسا: لسنا في الشرق لنضم أقطاراً إلينا ولا لنضع حمايتنا وإنما نحن هناك بموجب انتداب تلقيناه من عصبة الأمم تنفيذاً لمعاهدة فرسال. وقال ديبوي من علماء القضاء في فرنسا: الانتداب أنفق ما جاءت به سياسة الحرب العظمى هو عبارة عن حماية مستترة. وفي المجلة النيابية ن مدة الانتداب تقسم إلى ثلاثة أدوار ابتدأ الدور الثاني في 29 أيلول 1926 وهذا الدور يسمونه دور تنظيم الانتداب، وفي انتهاء الدور الثاني يجب أن يكون هناك حكومات وطنية وعندها يدخل الانتداب في دور التصفية، وبعد انتهاء الدور الثالث للانتداب تعقد معاهدة تحالف مؤقتة تقوم مقام النظام الحالي، وتحدد باتفاق مشترك حقوق المنتدبين والمنتدب عليهم وسلطتهم، وهذا يعد انتهاء للانتداب. ولم يحدد مدة معينة للانتداب في سورية ولبنان وفلسطين.
جعلت معاهدة صلح فرسال 1918 الانتداب ثلاث طبقات فما رُمزَ له بحرف أهو الانتداب الخفيف مثل انتداب فرنسا في سورية ولبنان والانتداب البريطاني في فلسطين والعراق، ويقضي على الدولة المنتدبة على هذه الأقطار أن تقصر مهمتها على تقديم مساعدتها لها. ومن الانتداب ما رمز له بحرف ب وهو الانتداب ببعض الشروط. ومنه ما رمز له بحرف ج وهو انتداب أمة