خطط الشام (صفحة 55)

الميلاد لما كف فراعنة مصر عنهم. ولكن حدث في حدود سنة 1210 ق. م. أن أقلع من عسقلان أسطول فلسطيني ولقي أسطول صيدا فدمره فانتقلت العظمة إلى صور. ولما ملكها حيرام الأول من سنة 980 - 946 ق. م. عقد مع داود وسليمان علاقات عادت على مملكته بالثروة والرخاء.

قال: ثم ظهر الآشوريين على الفينيقيين ورضيت صور بدفع الجزية لهم، ثم قام ملكها إيلولي من سنة 728 إلى سنة 692 فحارب شلمناصر الثاني وسرجون وسنحاريب حروبا انتهت بهلاكه وانقراض دولته، فتبعث فينيقية الآشوريين، ولما سقطت نينوى عاد إليها استقلالها ففازت من دفاع بخت نصر بمعاونة الفراعنة الصاويين، واحتملت الحصار ثلاث عشرة سنة وحدثت في فينيقية ثورات في أوقات مختلفة فقمعت وفي سنة 557 أعيدت للكلدانيين، ولما خربت بابل سنة 538 دخلت صور في قبضة الفرس من غير حرب ولا قتال. ومن أهم الأسباب التي حالت دون الفينيقيين وتأسيس مملكة ضخمة مؤلفة أولا من جميع أصقاع الشام ثم من الأقطار المجاورة صعوبة التوغل في الديار الشامية لما فيها من العقاب والشعاب، وهم في قلة وغيرهم في كثرة، فصرفوا نظرهم إلى البحار وكانوا أعظم تجار وسفار.

حروب الفرس والإسكندر:

تخلصت الشام من عوامل كثيرة كانت تتنازعها، منها ما هو داخلي كالفتن الأهلية

والحروب الداخلية. ومنها ما هو خارجي كأن يحكمها المصريون تارة والآشوريون أو البابليون أخرى، ولما تراجعت هذه الأمم قامت دولة الفرس فاستولت على الشام وكانت دمشق وحماة وإرفاد أهم مدنها. ولما فتحها تغلت فلاسر سنة 733 ق. م. عاد الفرس ففتحوها على عهد كسرى.

وعلى عهد دارا من ملوك الفرس جعلت صيدا عاصمة القطر وما برح في قبضة الفرس إلى سنة 333 وقد اجتاز به الإسكندر المكدوني بعد أن قرض مملكة فارس وأباد بين الإسكندرية وجبال اللكام امانوس جيش دارا ملك الفرس وأخرب مدينة صور بعد أن حاصرها سبعة أشهر 332. وكان بخت نصر حاصرها ثلاث عشرة سنة 586 - 573 ولم يستطع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015