ومؤرخاً واقعة دخول السكبانية مع ابن جانبولاذ إلى دمشق في أوائل سنة ست عشرة بعد الألف نقلها في التذكرة الكمالية.
دخل الشام جيوش ... كجمال قد رغوا
كل كردي غبي ... بهم الناس لغوا
ودروز ولئام ... لمقال ما صغوا
نهبوا الشام وآذوا ... وعلى الناس بغوا
نهبوها في جمادى ... أفحشوا أرخ طغوا
ولم تقتصر فتنة ابن جانبولاذ على دمشق وحلب بل تناولت بعلبك والبقاع وطرابلس وغيرها. قال النجم الغزي: إن كافلي الشام وطرابلس دخلاً على أهل حماة وحمص وأمرا أهلهما بإخلاء المدينتين وكان ابن جانبولاذ في أثرهما، فدخل هو وعساكره حماة وحمص ونهبوهما ونهبوا قراهما، واتفق كيوان رئيس سرية دمشق مع ابن معن على العصيان وعلى مساعدة ابن جانبولاذ، فذهبا إليه واجتمعا به في الجون بالقرب من نهر البارد، فاستولوا على حماة وحمص وعكار وجبلة واللاذقية والحصن وطرابلس وغزير وبيروت، ثم اجتمع ابن جانبولاذ وابن معن وكيوان وحاصروا دمشق على ما تقدم قال: وكان الأمر مهولاً واجتمع أكثر الناس بدمشق. وقال ابن المقار في حوادث 1016: إنه ظهرت طائفة من الخوارج يقال لهم السيمانية أظهروا في الأرض أنواع الفساد، وحدث بين أمراء الشام حروب وفتن عظيمة عم فيها النهب وخربت أكثر البلاد.
ومن الأحداث في تلك الأيام ما رواه مؤرخو لبنان في حوادث سنة 1016 من أن الجند المشتى قيشلق السلطاني تفرق على البلدان من حلب إلى الشوف، وكان عدده نحو أربع كرات والكرة مائة ألف. كذا قالوا وكانت الناس في ضيق عظيم من الغلاء ومن الضرائب التي كانت على الضياع والأدبار. ووقع في زمن تولية كوجك سنان باشا دمشق وكان يتولاها سنة 1017 أن فرقة من عرب آل جبار المعروفين بأولاد أبي ريشة نفروا من العراق فوصلوا إلى تدمر، وانضم إليهم قوم من طائفة السكبانية المنهزمين من وقعة علي بن