خطط الشام (صفحة 39)

الشرق ونشرهم لغتهم فيه، فدثر مجد السريانية ولم يبق إلا القليل حتى جاء الإسلام وأدخل

العربية. وكانت السريانية على عهد المسيح اللغة العامة في سورية وفلسطين ممزوجة بقليل من العبرية. ورأى دي فوكويه أن جميع الكتابات التي وفق العلماء إلى اكتشافها لا تتجاوز القرن الأول قبل الميلاد واللغة التي كان شعوب سورية يتكلمون بها إلا ما ندر هي اللغة الآرامية وجميع الكتابات التي عثروا عليها في تدمر وحوران وأرض النبطيين كتبت بهذا الفرع من اللغة السريانية. واللغة التدمرية واللغة اليونانية هما الغالبتان على الكتابات المكتشفة في تدمر. وكانت اللغة اليونانية بمنزلة اللغة الرسمية في جميع الأقاليم الشرقية الخاضعة لدولة الرومان. وأما لسان أهل تدمر فهو لهجة آرامية على غاية الشبه بالسريانية. وقال بعضهم: إن التدمرية من اللغات الآرية الغربية تشبه النبطية وفي بعض هذه الكتابات اسم ملكهم أذينة. ومن اللغات الكنعانية لغة موآب في شرقي فلسطين. وفي متحف باريز كتابة قديمة في هذه اللغة وضعها ملك اسمه ميشع يذكر فيها حروبه مع عمري ملك الأسباط أسباط بني إسرائيل ويقال لهم في كتب العرب ملوك الأسباط.

رأي رنان:

وذكر رنان أن الفينيقيين كانوا الواسطة الوحيدة بين العنصر السامي وسائر العالم، وكثيرا ما عرفوا بأنهم اخترعوا أمورا ما كانوا فيها إلا نقلة. وما الفينيقيون سوى سماسرة مدنية كانت بابل مقرها، وظاهر الحال يدعو إلى الاعتقاد بأن بابل التي علّمت العالم أصول المقاييس والموازين قد اخترعت حروف ألف باء مركبة من اثنين وعشرين حرفا. قال: وكانت اللغة العبرية لغة الشعوب في فلسطين عندما دخل بنو إسرائيل إلى الشام وقد ذكرت أسماء الشعوب المذكورة في الإصحاح العاشر من سفر التكوين بجلاء ووضوح الأمم المجاورة لفلسطين، وجعلت اسم كنعان رابطة من روابط القربى بين جميع شعوب الساحل ولبنان، من مدينة حماة

وأرواد في الشمال إلى جرار في فلسطين والبحيرة المنتنة في الجنوب،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015