لابنه الأشرف موسى وأعطى الرها لولده شهاب الدين غازي، وأعطى قلعة جعبر لولده الحافظ أرسلان شاه. فلما توفي ثبت كل منهم في المملكة التي أعطاه إياها أبوه واتفقوا اتفاقاً حسناً، ولم يجر بينهم من الاختلاف ما جرت العادة أن يجري بين أولاد الملوك بعد آبائهم، بل كانوا كالنفس الواحدة كل منهم يثق بالآخر بحيث يحضر عنده منفرداً من عسكره ولا يخافه. قال ابن الأثير: فلا جرم زاد ملكهم ورأوا من نفاذ الأمر والحكم ما لم يره أبوهم، ولعمري إنهم نعم الملوك فيهم الحلم والجهاد والذب عن الإسلام.
ودخلت سنة 616 والأشرف مقيم بظاهر حلب يدبر أمر جندها وإقطاعاتها، والكامل بمصر في مقابلة الفرنج وهم محاصرون لثغر دمياط، وكتب الكامل متواصلة إلى اخوته في طلب النجدة، ثم سقطت دمياط في أيدي الفرنج، فأرسل
المعظم عيسى وخرب أسوار القدس مخافة أن يصيبها ما أصاب دمياط، ولما استولى الفرنج على دمياط، عظم الأمر على آل أيوب فكتب المعظم إلى الواعظ سبط ابن الجوزي: أريد أن تحرض الناس على الجهاد وتعرفهم ما جرى على إخوانهم أهل دمياط، وإني كشفت ضياع الشام فوجدتها ألفي قرية منها ألف وستمائة أملاك لأهلها وأربعمائة سلطانية، وأريد أن تخرج الدماشقة ليذبوا عن أملاكهم الأصاغر منهم والأكابر. فأجابوا بالسمع والطاعة ثم تخلفوا، فأخذ الثمن والخمس من أموالهم لتقاعسهم، ثم فتح المعظم قيسارية وسار إلى النهر ففتحه وهدمه وخرب في بلاد الفرنج. وفي تاريخ العلويين أن النصيرية هدموا جبلة في الحروب الصليبية ولم يبق سوى تل التويني قرب جبلة واتحد الإسماعيليون مع الأكراد في الحروب الصليبية على العلويين فاستنجدوا بالأمير حسن المكزون السنجاري فجاءهم سنة 617 في خمسة وعشرين ألفاً من العلويين ونزل على عين الكلاب بقرب قلعة أبي قبيس وعلى سطح جبل الكلبية فتجمع الإسماعيلية مع حلفائهم الأكراد واجتمعوا في مصياف وأغاروا ليلاً على جناح الأمير وعساكره وغلبوه فرجع إلى سنجار خائباً.
-
وفي سنة 618 قوي طمع الفرنج المتملكين دمياط في مدينة المنصورة التي