جنوبيه وشرقيه النخيل. وفي سواحله الموز والبرتقال. وفي أواسطه السرو والأرز. ويجود فيه القطن والقنب والكتان والحرير والنيل والدخان وقصب السكر والعسل وشجر الأرز والفوة والسماق والسوس. وتصلح مراعيه لتربية ضروب الماشية. وفي أرضه ومياهه أنواع الطيور والأسماك وتعيش فيه الجمال كما تعيش البغال وتسمن فيه الجواميس كما ينمو الغنم والمعزى فيه زهاء مائة وثلاثين منجما لم يستثمر منها إلا القير والفوسفات والحمر، على أن فيه الذهب والفضة والنيكل والحديد والفحم الحجري والرصاص والمغرة والنحاس والكروم والزئبق والكبريت والسنباذج والجبس والنفط والإثمد والزاج والمرمر. ومن الحمامات المعدنية حمام طبرية وحمة سمخ وحمة أبي رباح وحمة ضمير وحمة معلولا وحمة إنطاكية والمرقب وزرقاء معين وعجلون ولها كلها من الخواص الصحية ما اشتهر أمره.
صُقع حوى غرائب الطبيعة تشهد فيه بردا قارسا بل شتاءً مستوفى في قنن جباله وسفوحه في حين تشهد في أغواره كغور بيسان وغور الصافي وطبرية وأريحا ربيعا تاما بل صيفا معتدلا، وبينما تذيب شمس الصفاة واللجاة رأس قاصدهما، إذا به في ريح بليل عليل إذا قصد الجبال وما إليها. فهو مصطاف ومرتبع ومشتى في آن واحد. وفيه ما لا يكاد يوجد له مثيل في الأرض: بحيرة طبرية تحت سطح البحر على 1316 قدما وفيها أسماك كثيرة، وبحيرة لوط لا يعيش فيها حيوان فكأن نهر الأردن الذي يجري من بحيرة طبرية وينتهي ببحيرة لوط هو في أوله حياة وفي آخره موت، وهذا لا نظير له في العالم.
ومن عجائب طبيعة الشام إن تنبجس في بعض أصقاعه عيون طيبة ثرة في بقعة ضيقة. ففي الجديدة على مقربة من الحولة عشرات من العيون على هضبة سميت بها البلدة مرج عيون وفي جبل ريحا من عمل حلب عيون لطيفة دارة في الأعالي تكاد تخلو منها السهول المنخفضة المجاورة. ومياه الشام على الجملة طيبة لذيذة.