الأمين عليه السلام قولاً تعالى الله عنه علواً كبيراً. إلى فرق كثيرة يضيق عنهم الإحصاء. قال: وسلط الله على هذه الرافضة طائفة تعرف بالنُّبوية سنيون يدينون بالفتوة وبأمور الرجولة كلها، وكل من ألحقوه بهم لخصلة يرونها فيه منها يحرّمونه السراويل فيلحقونه بهم، ولا يرون أن يستعدى أحد بّر قسمه وهم يقتلون هؤلاء الروافض لين ما وجدوهم. وشأنهم عجيب في الأنفة والائتلاف.
قال الشيخ الإسلام ابن تيمية في رسالته الرد على النصيرية أيام استولى هؤلاء على جانب كبير من الشام: إن للقرامطة في معاداة الإسلام وقائع مشهورة وكتباً مصنفة، فإذا كانت لهم مكنة سفكوا دماء المسلمين وقد قتلوا من علماء المسلمين
ومشايخهم وأمرائهم وجندهم ما لا يحصي عدده إلا الله تعالى، وهم دائماً مع كل عدو للمسلمين، فهم مع النصارى على المسلمين، ومن أعظم المصائب عندهم انتصار المسلمين على التتار، ومن أعظم أعيادهم إذا استولى النصارى على ثغور المسلمين، وبسببهم استولى النصارى على القدس الشريف وغيره، فإن أحوالهم كانت أعظم الأسباب في ذلك. واتفقوا بعد صلاح الدين ونور الدين مع النصارى فجاهدهم المسلمون حتى فتحوا البلاد. وقال: إن لهم ألقاباً معروفة عند المسلمين تارةً يسمون الملاحدة وتارة يسمون القرامطة وتارةً يسمون الباطنية وتارةً يسمون الإسماعيلية وتارةً يسمون النصيرية وتارةً يسمون الخرمية وتارةً يسمون المحمرة. وهذه الأسماء منها ما يعمهم ومنها ما يخص بعض أصنافهم. وهم كما قال العلماء فيهم، ظاهر مذهبهم الرفض وباطنه الكفر المحض. وحقيقة أمرهم أنهم لا يؤمنون بنبي من الأنبياء والمرسلين لا بنوح ولا إبراهيم ولا موسى ولا عيسى ولا محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ولا بشيء من كتب الله المنزلة لا التوراة ولا الإنجيل ولا القرآن، ولا يقرون بأن للعالم خالقاً خلقه ولا بأن له ديناً أمر به، ولا أن له داراً يجزي الناس فيها على أعمالهم في غير هذه الدار، وهم يبنون قولهم على مذاهب الفلاسفة تارة وعلى أقوال المجوس الذين يعبدون النور. وقال: إن إخوان الصفا ونحوهم هم من أئمتهم