خطط الشام (صفحة 1177)

ومن أعظم جوامع هذا الثغر الجامع الكبير بناه السلطان صلاح الدين خليل الأشرفي على ما يرى في الكتابة المحفورة فوق باب الجامع الشمالي وذلك في سنة 693هـ وكان متولي العمارة سالم الصهيوني ابن ناصر الدين العجمي وفي سنة 715 وعلى عهد ولاية السلطان

محمد بن قلاوون للمرة الثالثة بنيت بأمره الأروقة المحيطة بصحن المسجد أيام نيابة المقر السيفي كستاني الناصري وكان متولي العمارة أحمد بن حسن الحرلبعليلي وتسميه أهالي طرابلس الجامع المنصوري وهو غلط بين لأن الملك المنصور قلاوون هو أبو الأشرفي باني الجامع المذكور.

ومنها جامع طينال وتسميه العامة طيلان بناه سيف الدين طينال مملوك محمد الناصري وحاجبه وكان قد تولى ولاية طرابلس مرتين وبنى الجامع المذكور للمرة الثانية سنة 736. وفي منارته هندسة لطيفة ولها من داخلها سلمان أحدهما سقف للآخر، فإذا أراد المؤذن الصعود للأذان من داره الملاصقة للمسجد دخل من باب المنارة صاعداً أعلاها وإذا أراد النزول للصلاة دخل من باب آخر يصل منه إلى داخل المسجد وعلى هذه الصورة فباب المنارة السفلي الخارجي أدنى من أرض المسجد بقدر قامة الإنسان.

ومن جوامعها جامع أرغون شاه وتسميه العامة الفنشا على الطريق الشرقية الآخذة لجبانة باب الرمل ولا يعلم تاريخ بناه وفوق بابه كتابة حفرت أيام قايتباي من الممليك الجراكسة سنة 880 يأمر فيها بحماية زراع أراضي الوقف للجامع المذكور وتسليمها إلى محمود الأدهمي الحسيني وقد بني هذا الجامع حديثاً بعد سقوطه ووضعت له القساطل الحديدية لجر المياه.

ومن جوامعها جامع التوبة وهو ملاصق للجسر الجديد على نهر أبي علي ومن الثابت أنه بني أيام دولة المماليك وطراز هندسته يشبه الجامع الكبير من وجوه كثيرة وقد جدد بناءه بعدما تهدم من الفيضان الكبير الذي وقع في طرابلس سنة 1020 أحمد بن محمد الشربداري الأنصاري كتخدامي حسين باشا السيفي، وتم بناءه في شهر ربيع الآخر سنة 1021 والكتابات الأثرية التي عليه يرجع تاريخها إلى سنة 817 أيام دولة المؤيد أبي النصر شيخ المحمودي من المماليك الجراكسة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015