خطط الشام (صفحة 1175)

من المساجد. ومجموع ما في عمل 41 مسجداً وجامعاً. وفي عمل جيل سمعان اليوم 183 جامعاً ومسجداً، وفي بيلان 5 مساجد وجوامع. وفي قضاء إدلب 37 مسجداً وجامعاً وجامعها في القصبة من عهد الفتح يسمونه العمري. وفي معرة مصرين وعملها 11 جامعاً ومسجداً، وفي حارم جامع ومسجد وفي عملها عدة جوامع ومساجد وكذلك في أعزاز، وفي قضاء الباب 15 جامعاً ومسجداً وفي بزاعة وجسر الشغر ومعرة وصرين وسرمين وجبرين وسلقين وخناصرة والفوعة وأرمناز وديركوش والجبول والأثاب ودانيث وكلز وغيرها من البلدان القديمة مساجد وجوامع. ولا تكاد تخلو في يومنا هذا كل قرية من مسجد إلا كانت مزرعة حقيرة لأحد أرباب الأملاك. وفي الشغر اليوم ثلاثة جوامع وخمسة مساجد ولا تخلو المدينة التي كانت عامرة جداً ثم خربت عن آخرها مثل بالس مسكنة ومنبج مثلاً من مساجد لا بأس بها.

ولقد تقلبت الأيام بهذه المساجد والجوامع فكثرت في الأماكن التي اشتدت إليها الحاجة وقلت حيث قل العمران وابذَعَرّ السكان. فقد طانت سرمين مثلاً على طرف جبل السماق من المدن ولها مساجد كثيرة روى ابن شداد أن عددها كان ينيف على ثلاثمائة مسجد، قال: وليس بها الآن أي في عهده مسجد يصلي فيه غير الجامع وأكثر أهلها إسماعيلية ولهم بها دار دعوة. وسواء كان هذا العدد مبالغاً قيه أو غير مبالغ فالمحقق أن الجوامع والمساجد كثرت في الأعصر السالفة في هذه الأرجاء بكثرة السكان وتوفر خيرات الأرض ثم لما خربت المدن دع القرى تراجع أمر بيوت العبادة.

ومن الجوامع القديمة في هذا الصقع جامع اعزاز عرف بالجامع الكبير قال الغزي: وهو صحن واسع فسيح في شماليه رواق وفيه مئذنة ضخمة وفي وسطه حوض يهبط إليه بدركات تجري فيه قناة جرها إليه إسماعيل بن عبد الله العزازي المتوفى سنة 748 وفي جنوبي صحن الجامع قبيلة يبلغ طولها نحو 50 في عرض 15 ذراعاً سقفها قباب محمولة على أعمدة ضخمة وقد كتب على باب الجامع المتجه إلى الغرب: بسم الله الرحمن الرحيم في سنة 644 أمر بعمله مولانا السلطان العالم العادل الملك الناصر صلاح الدنيا والدين يوسف بن الملك العزيز محمد بن عبد الملك الظاهر غازي ابن أيوب ناصر أمير المؤمنين خلد الله ملكه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015