منها، فأنف الناس من قوله، وأبوا من ذلك وخافت بنو أمية أن تزول الخلافة منهم وماج أمرهم واختلفوا.
وقيل: إنه خطب الناس وقال: ما كنت أتقلدكم حيا وميتا فو الله لئن كانت الدنيا مغنما فقد نلنا منها حظا، وإن تكن شرا فحسب آل أبي سفيان ما أصابوا منها. فقال له مروان بن الحكم: سنها فينا سيرة عمرية قال: ما كنت أتقلدكم حيا وميتا. ولما حضرته الوفاة بعد خلافته بأربعة أشهر وقيل أقل من ذلك، وله عشرون سنة وقيل إحدى وعشرون سنة، لم يرض أن يعهد بالأمر من بعده. وقال: أتفوز بنو أمية بحلاوتها، وأبوء بوزرها وأمنعها أهلها، كلا إني لبريء منها. قال المسعودي: إنه أراد أن يجعلها إلى نفر من أهل الشورى ينصبون من يرونه أهلا لها. وقيل: إن معاوية بن يزيد كان قدريا، لأن عمر المقصوص كان علمه ذلك، فدان به وتحققه، فلما بايعه الناس قال للمقصوص: ما ترى؟ قال: إما أن تعتدل أو تعتزل. فخطب الناس يستعفي من بيعتهم، فوثب بنو أمية على عمر المقصوص وقالوا: أنت أفسدته وعلمته فطمروه ودفنوه حيا. ويقول الطبري: وكان معاوية بن يزيد بن معاوية فيما بلغني أمر بعد ولايته فنودي الصلاة جامعة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإني قد نظرت في أمركم فضعفت عنه، فابتغيت لكم رجلا مثل عمر بن الخطاب رحمة الله عليه حين فزع إليه أبو بكر فلم أجده، فابتغيت لكم ستة في الشورى مثل ستة عمر فلم أجدها، فأنتم أولى بأمركم فاختاروا له من أحببتم. ثم دخل منزله ولم يخرج إلى الناس وتغيب حتى مات. فقال بعض الناس: دس إليه فسقي سماً وقال بعضهم: طعن.
وكان عبد الله بن الزبير قد تغلب على مكة وتسمى بأمير المؤمنين ومال إليه أكثر النواحي. ابتدأ أمره في أيام يزيد بن معاوية فلما توفي يزيد مال الناس إلى ابن الزبير. وكان بفلسطين ناتل بن قيس الجذامي، وبدمشق الضحاك بن قيس الفهري، وبحمص النعمان بن بشير الأنصاري،