والبيع، وكان من أثر ذلك أن نالت السياسة من بيوت العبادة فكان إذا أحس القائم بأمر المسلمين أن قومه في شدة في ديار الحرب انتقم من أهل ذمته في ديار الإسلام، وسلط العامة من طرف خفي ليخرجوا كنائس النصارى وبيعهم.
قال القلقشندي: وفي السنة الأخيرة من رياسة البطريرك قسيما وهي سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة أحرق المسلمون كنيسة مريم بدمشق ونهبوا ما فيها وتتبعوا كنائس اليعاقبة والنساطرة. وقال ابن بطريق: إن هذه الحادثة وقعت في رجب سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وذلك أن المسلمين في دمشق ثاروا فهدموا كنيسة مرتمريم الكاتوليقية، وكانت عظيمة كبيرة حسنة أنفق فيها مائتا ألف دينار، ونهبوا ما كان فيها من آنية وغير ذلك من حلي وستور، ونهبت ديارات وخاصة دير النساء الذي كان في جانب الكنيسة وشعثوا كنائس كثيرة للملكية، وهدموا كنيسة النسطورية. وثار المسلمون بالرملة وهدموا للملكية فيها كنيستين كنيسة مار قزماس وكنيسة مار كورقس وهدموا كنيسة عسقلان وقيسارية وذلك سنة 311. وثار المسلمون بكنيسة بيت المقدس وأحرقوا أبواب كنيسة قسطنطين القبلية سنة 325.
وكان الداعي إلى ذلك ما وقع من اضطهاد المسلمين في الروم على الغالب فلم يجد ملوك الإسلام واسطة لتخفيف الشر الواقع على رعاياهم من أهل الإسلام إلا بالضغط على النصارى في ديارهم والتأثير في ملوك النصارى بضربهم في أكبادهم في كنائس هي مهوى قلوب أبنائهم في بيت المقدس وما إليها بدليل أن ابن بطريق نفسه قال بعد إيراد تلك الحوادث: وقع بين الروم والمسلمين هدنة مرضية في سنة ست وعشرين وثلاثمائة وقال في حوادث السنة التالية: إن المسلمين ثاروا في عسقلان فهدموا كنيسة كبيرة تعرف بكنيسة مريم الخضراء ونهبوا جميع ما
فيها وأحرقت وعاضد المسلمين اليهود في هدمها. وكان اليهود يشعلون النار في الحطب ويجرونه بالبكر إلى أعلا السقوف حتى يحرقوها وينحل رصاصها وتقع عمدها وخرجت الكنيسة وبقيت خربة. وروى أيضاً أن الصناحي والي القدس