معروفة لا تخفى، ورجلاً من أهلها حقن دمه هذا العهد، فمساكنهم وكنائسهم مع دمائهم لهم لم تسكن، ولم تقسم معروفة ليس تخفى،
فقضيت لهم بكنائسهم حين وجدتهم أهل هذا العهد وأبناء البلد، ووجدت من نازعهم لفيفاً طرأ وذلك لو أنهم أسلموا بعد فتحها كان لهم صرفها مساجد ومساكن. فلهم في آخر الدهر ما لهم في أوله وأثبت في الأصول قبل وأشهد الله عليه وصالح المؤمنين، وفاء بهذا العهد الذي عهده لهم السابقون الأخيار فلم يكن بينهم خاصة في ذلك اختلاف نظر لهم. . وقضيت لمن نازعهم بما كان لهم فيها من حيلة أو آنية أو كسوة أو عرضة أضافوا ذلك إليها أن يدفع ذلك إليهم بأعيانها إن قدروا عليه وسهل قبضه، أو قيمة عدل يوم ينظر فيه شهد الله على ذلك اه.
هذا ما كان من المسلمين مع أبناء ذمتهم ومراعاة العهود التي قطعوها على أنفسهم. ولم تزل سيرة خلفاء بني أمية وبعض بني العباس مع النصارى وكنائسهم سيرة الخليفة الثاني والفاتحين من الصحابة الكرام. فقد بنى أبو جعفر المنصور كنيسة في دمشق لبني قطيطاني الغوريق، ذكر ذلك ابن عساكر. ولما وقع حريق في كنيسة مريم بدمشق أيام أحمد بن طولون أمر أن تفرق على أهل الحريق سبعون ألف دينار ففضل عنهم أربعة عشر ألف دينار فأمر أن تفرق عليهم على قدر سهامهم ثم أمر ففرق على أهل دمشق وغوطتها مال عظيم فأقل من أصابه من ذلك دينار.
أول حادث وقع في تخريب الكنائس قبل الإسلام كان لما ثار بفلسطين أهل السامرة وهدموا في سنة إحدى وعشرين وخمسمائة الكنائس كلها وأحرقوها من بيسان إلى بيت لحم وقتلوا النصارى وعذبوهم عذاباً شديداً فأعاد يوستنيانوس الكنائس وكتب إلى عامله في فلسطين أن يعفي أهلها من الخراج ويعمر بها الكنائس والديارات وبني بيمارستاناً للغرباء في القدس.
وبقدر ما رأى النصارى من عدل المسلمين معهم أيام عزهم أخذ بعض ملوكهم
بعد القرن الثالث يحكمون العواطف بدل العقل في الكنائس