اقتناء هذه
المصنوعات ويحببها إليهم كونها من الأرض المقدسة.
وتفرد أهل بيت لحم منذ قرون بصنع أدوات التقوى كالسبح والصلبان وبعض مشاهد التوراة، يصنعونها من عرق اللؤلؤ كما يعملون المرجان وحجر الخنزير أو الحجر المنتن، وهو مؤلف من الطباشير والحمر المستخرج من بحيرة لوط.
وكانت عكا في الدهر السالف تعمل صنوفاً من حاجيات الكنائس. ولبعض صناع الرخام صنائع دقيقة في دمشق فمنهم من يعمل أحواض الماء من قطع صغيرة، فيها أنواع الرخام الملون، وقد عمل أحدهم خزانة للكتب من أنواع الرخام الملون لا تتجاوز القطعة الواحدة السنتمتر الواحد فكانت طرفة من الطرائف التي آثروا بها القصر السلطاني في فروق. وهذه الصناعات من الكماليات قلما يرغب فيها حتى الأغنياء أرباب القصور، ولذلك رغب عن صنعها أربابها فكادت تدثر. ولبعض الصناع مهارة في تقليد العاديات القديمة وغيرها من الأعلاق، لا تكاد تختلف عما صنع من نوعها منذ قرون، يقتنيها بعض السياح على أنها من القديم. وتقليد العاديات مما عمت به البلوى في الغرب اليوم وهي مورد من موارد ربح الفقراء من الأغنياء وهي تحتاج إلى معرفة زائدة ومهارة غريبة.
ومن أهم الصناعات صناعة نسج البسط، يقلدون فيه السجاد العجمي والتركي. وهو أحط من العجمي لأن هذا السجاد الشيرازي والأصفهاني يصعب أن يدانيه سجاد في العالم لا يكاد يفنى حتى بعد استعماله قروناً، كالأعبئة الشامية تلبس عشرين سنة وهي برونقها ومتانتها. وبحق ما يقولون إن السجادات والأعبثة أُجلاء دائمون بلا أُجرة. واشتهرت البسط الشوبكية وبسط أعناك في البلقاء وحوران وسجاد دمشق، ومنها المصور بأشخاص ورسوم.
وفي دمشق وحوران وجبل قلمون ولا سيما في جيرود وفي حمص وحلب ألوف
من الأنوال، تحيك البسط من الصوف الخالص وكانت تصبغ بالأصباغ النباتية الثابتة من استحضار القطر، فتحتفظ بألوانها بعد عشرات من السنين