الأبيض والجبس يجبلان معاً ويفرغان في قوالب على الشكل المطلوب، وتكتب على سطوحها آيات وأحاديث أو أشعار، أو ترسم عليها نقوش مختلفة بمواد ثابتة، ويذر عليها مسحوق الزجاج، أو تطلى به ممدوداً بسائل غروي، وتشوى في تنور معدّ لذلك، فيسيل الزجاج ويكسوها قشرة رقيقة تقيها من الغوائل والمؤثرات زمناً طويلاً، وتظهر النقوش والكتابات زاهية بألوانها الطبيعية. وفي سلسبيل جامع الدرويشية بدمشق نموذج منه أُرخ بسنة 982، وقطعة أُخرى كانت على قبر لطفي باشا أُرخت بسنة 998 وهي محفوظة بدار الآثار بدمشق وقد كتبت عليها الآية الكريمة (كل هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون) بخط تعليق مشرق وفي أعلاها رحمة المولى عليه كل حين. ولا تزال في بعض الجوامع والمدارس من هذه القيشاني العجيب نموذجات تأخذ الأبصار.
وكان في المسجد الأقصى مصنع للقاشاني له كامل الأدوات وذلك في عهد سليمان القانوني العثماني وهو أول من استعمل القاشاني في زخرفة خارج قبة الصخرة، ولا تزال بعض قطعه محفوظة في المسجد. ويوجد الآن مصنعان فيها لرجلين أرمنيين أتيا القدس من كوتاهيه، وكانت هذه من أشهر معامل القاشاني في الدولة العثمانية، ويشتغل المصنعان بالصنف من القاشاني الذي يرغب الفرنج في اقتنائه
وهي جيدة بعض الشيء لكنها لا تحاكي الأنواع القديمة. ويؤخذ تراب هذا النوع من مطحون حجر الصوان يسح بآلة بخارية قوية.
ومن أجمل النماذج من القيشاني بدمشق عمودان منه على طول متر في محراب جامع التبان في المناخلية جوار باب الفرج، ومنه نموذج كثير ويظن أنه حديث في تربة جامع المرادية، وفي مدخل السويقة في مدرسة أقوش النجيبي كتبت عليه آية الكرسي بالقيشاني البديع. وفي تكيتي السلطان سليمان وسليم وفي قبر في زقاق القرشي بالميدان كتب عليه هذا قبر الجنينين الطفلين يونس وفرج، محفوظ في إدارة الأوقاف، والقيشاني في جامع تنكز مكتوب عليه آية التوحيد وفي مدفن بلال الحبشي الصحابي 146 قطعة من القيشاني المعمول في كوتاهية.