قال بشأن البيعة: فصح أن علياً هو صاحب الحق الإمام المفترضة طاعته ومعاوية مخطئ مأجور مجتهد قال: ولم يقاتل عليٌّ معاوية لامتناعه من بيعته لأنه كان يسعه في ذلك ما وسع ابن عمر وغيره ولكن قاتله لامتناعه من إنفاذ أوامره في جميع أرض الشام وهو الإمام الواجبة طاعته، فعليّ المصيب في هذا ولم ينكر معاوية قط فضل عليّ واستحقاقه الخلافة، لكن اجتهاده أداه إلى رأي تقديم أخذ القَوَد من قتلة عثمان رضي الله عنه على البيعة، ورأى نفسه أحق بطلب دم عثمان والكلام فيه عن ولد عثمان وولد الحكم بن أبي العاص لسنه ولقوته على الطلب بذلك.
عثمان:
اغتنم معاوية هذه الفرصة السانحة في مقتل عثمان ليعيد الأمر إلى بني أُمية ويصبحوا أمراء في الإسلام كما كانوا أمراء في الجاهلية. وكان النعمان ابن بشير أتاه إلى دمشق من المدينة بقميص عثمان الذي قتل فيه مخضباً بدمه وبأصابع نائلة زوجته فوضع القميص على منبر دمشق، وكتب بالخبر إلى الأجناد، وثاب إليه الناس وبكوا سنة وهو على المنبر والأصابع معلقة في أردانه، وتعاهد الرجال
من أهل الشام على قتل قتلة عثمان ومن عرض دونهم بشيء أو تفنى أرواحهم، وكان ستون ألف شيخ يبكون تحت قميص عثمان.
وكان عمرو بن العاص لما نشب الناس في أمر عثمان في ضيعة له بالسبع من حيز فلسطين قد اعتزل الفتنة، فاستدعاه معاوية يسترشد برأيه ووعده بملك مصر إن هو ظفر بعلي. فارتأى عمرو أن يجلب معاوية شرحبيل بن السمط الكندي رأس أهل الشام، فسار هذا يستقري مدنها مدينة مدينة يحرض الناس على الأخذ بدم عثمان، فأجابه الناس كلهم إلا نفراً من أهل حمص نساكا فإنهم قالوا: نلزم بيوتنا ومساجدنا وأنتم أعلم منا.
وذكر المؤرخون أن معاوية قدم بيت المقدس وقدم عليه عمرو بن العاص فبايعه على دم عثمان وكتبا كتاباً بينهما كانت صورته: بسم الله الرحمن الرحيم: هذا ما تعاهد عليه معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص