أما من حيث غنى أتربة الشام بالعناصر الغذائية. فقد كشف التحليل عن أن معظمها غني بالحامض الفصفوريك والبوطاس. أما الآزوت نيتروجين فمقداره كبير في بعض المناطق كالغور مثلاً، وكاف في أكثرها، وقليل في بعض المناطق التي أنهكها الزرع المتتابع دون مدِّ الأرض بالسماد.
ويفيد أن أذكر كلمتين في الطبقات والأدوار الجيولوجية التي تنتسب إليها أهم المناطق الزراعية فأقول:
الأرض البركانية: إن أتربة حوران وجبل حوران واللجاة والجولان والبطيحة وجبل المانع والصفا وغربي العاصي بين حمص وحماة الخ هي أرض بركانية بزالتية متكوّنة من اندفاعات البراكين.
الأرض الطباشيرية: هي أوسع الأرضين في الشام وإليها تنتسب معظم جبال لبنان وسنير وحرمون وعجلون والكرك والصلت وسهول البلقاء وجبل نابلس وتدمر الخ.
الأراضي المنسوبة للدور الثلاثي: منها معظم جبل العلا الواقع بين حماة وسلمية، ومنها جنوب البقاع بدءاً من مجدل عنجر وسهل متسع حوالي حلب وسواحل فلسطين وقمة جبل قاسيون في دمشق مع امتداده نحو قرية القطيفة، وقسم كبير من قلمون وقسم من الجبل الأبيض بالقرب من تدمر، ومساحة واسعة حول شواطئ الفرات بعد الراسبات الرباعية الخ.
الأراضي المنسوبة للدور الرباعي: في الشام كثير من الطبقات الأساسية سترت
براسبات من الدور الرباعي وأكثر ما تكون الرواسب في السهول كالبقاع والغوطة والمرج ومرج ابن عامر وسهل الرملة ولدّ وسهل عكار وعلى طول الفرات الخ.
إذا رجع المرء إلى كتب الأقدمين يرى أنه كان للحراج في الشام شأن وأي شأن. وأهم أشجار هذه الحراج ومواقعها ومساحتها لعهدنا هذا، على وجه التقريب:
أشجار الحراج: أعظمها شأناً أشجار البلوط وهي على قسمين قسم يظل