قال ابن مسعود: لو أن أهل العلم صانوا العلم ووضعوه عند أهله لسادوا أهل زمانهم, ولكنهم وضعوه عند أهل الدنيا لينالوا من دنياهم فهانوا عليهم.
وروي ليث, عن مجاهد, عن ابن عباس قال: لو أن العلماء أخذوا العلم بحقه لأحبهم الله عز وجل والملائكة والصالحون من عباده, ولهابهم الناس لفضل العلم وشرفه.
وقال وهب بن منبه: إن الفقهاء فيما خلا حملوا العلم فأحسنوا حمله فاحتاجت إليهم الملوك وأهل الدنيا, ورغبوا في عملهن, فلما كان بأخرة فشت علماء فحملوا العلم فلم يحسنوا حمله, فطرحوا عملهم على الملوك وأهل الدنيا فاهتضموهم واحتقروهم.
وقال أيضا: كان العلماء قبلنا قد استغنوا بعلمهم عن دنيا غيرهم, فكانوا لا يلتفتون إلى دنياهم, وكان أهل الدنيا يبذلون دنياهم في علمهم, فأصبح أهل العلم منا اليوم يبذلون لأهل الدنيا علمهم رغبة في دنياهم, وأصبح أهل الدنيا قد زهدوا في علمهم لما رأوا من سوء موضعه عندهم. وأصبح أهل الدنيا قد زهدوا في علمهم لما رأوا من سوء موضعه عندهم