وأخرج أبو داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم في سننهم بأسانيدهم عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:

"من سلك طريقًا يلتمس فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة, وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم, وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب, وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في جوف الماء, وإن العلماء ورثة الأنبياء, إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، وأورثوا العلم, فمن أخذه أخذ بحظ وافر)).

فليعلم أن العلم- كما قيل-:

أنفس ما طلبه الطالبون, وأجلُّ شيء رغب فيه الراغبون, وأفضل فضيلة سعى لها الفاضلون, باستثماره سعد الصالحون, وبانتحاء مناره فاز الفائزون, اتفق على شرفه الأمم وتطابقت, وتظاهرت الأدلة على تفضيله وتناصرت, فهو ساعد السعادة, وأس السيادة, والمرقاة إلى النجاة إلى في الدار الآخرة التي هي مطمح أمال الستبصرين, وغاية مضمار الموفقين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015