والمباهاة, فهو طول الليل والنهار في التفتيش عن مناقضات أرباب المذاهب, والتفقد لعيوب الأقران, والتلقف لأنواع الأسباب المؤذية.
وهؤلا هم سباع الإنس, طبعهم الإيذاء, وهمهم السفه. فنعوذ بالله من الغفلة والاغترار, ونسأله سلوك طريق الأبرار, ومجانبة الأشرار الفجار)).
قلت:
فلينتبه المشتغل بالعلم, وليتدبر ما ذكر في هذا الفصل من الفضل, والله يوفقنا وإياه ويرضاه.
وقد رايت أن أختمه بشيء من عبارات أهل المعرفة والتقوى, العاملين بالعلم الذي يورث الخوف والهيبة والخشوع والزهد في الدنيا.
روينا عن عبد الله بن خبيق الأنطاكي - وهو أحد السادة العباد - قال: سألت يوسف بن أسباط: هل مع حذيفة المرعشي علم؟ فقال: معه العلم الأكبر خوف الله عز وجل.