القضايا والأحكام من توابع الولاية والسلطنة. ولما مات عمر رضي الله عنه قال ابن مسعود: مات تسعة أعشار العلم. فقيل له: أتقول ذلك وفينا جلة الصحابة؟ فقال: لست أريد علم الفتوى والأحكام إنما أريد العلم بالله سبحانه.

أفترى أنه أراد صنعة الكلام والجدل, فمالك لا تحرص على معرفة ذلك العلم الذي مات بموت عمر رضي الله عنه)).

ثم قال:

((وقد كان كل واحد من الفقهاء - الذين هم قادة الخلق وكثرت أتباعهم - عابدا زاهدا عالما بعلوم الآخرة, فقيها في مصالح الخلق في الدنيا, مريدا بفقهه وجه الله تعالى.

فهذه خمس خصال اتبعهم فقهاء الفرق من جملتها على خصلة واحدة وهي التشمير والمبالغة في تفاريع الفقه؛ لأن الخصال الأربع لا تصلح إلا للآخرة, وهذه الخصلة الواحدة تصلح للدنيا والآخرة إن أريد بها الآخرة,

فلصلاحها للدنيا تشمروا لها وادعوا بها مشابهة أولئك الأئمة, وهيهات فلا تقاس الملائكة بالحدادين)).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015