طالب المباهاة إلى والإفحام / أو سجع مزخرف يتوسل به الواعظ إلى استدراج العوام, إذ لم يروا ما سوى هذه الثلاثة مصيدة للحرام, وشبكة للحطام. فأما علم طريق الآخرة وما درج عليه السلف الصالح مما سماه الله سبحانه في كتابه فقها وحكمة وعلما وضياء ونورا وهداية ورشدا فقد أصبح بين الخلق مطويا, وصار نسيا منسيا)).

ثم أتى على علم المعاملة وقال:

((هو علم أحوال القلب؛ ما يحمد منها كالصبر والشكر والخوف والرجاء والرضا والزهد والتقوى والقناعة والسخاء وحسن الخلق والصدق والإخلاص, والرضا والزهد والتقوى والقناعة والسخاء وحسن الخلق والصدق والإخلاص, وما يذم كالغل والحقد والحسد والغش والكبر والرياء والبخل والتزين للخلق والمداهنة والخيانة وطول الأمل والقسوة وقلة الحياء وقلة الرحمة, فهذه وأمثالها من صفات القلب مغارس الفواحش, والأخلاق المحمودة منبع الطاعات, والعلم بحدود هذه الأمور وحقائقها وأسبابها وثمرتها وعلاجها هو علم الآخرة, وهو فرض عين في فتوى علماء الآخرة, المعرض عنها هالك بسطوة ملك الملوك في الآخرة, كما أن المعرض عن الأعمال الظاهرة هالك بسيف سلاطين الدنيا بحكم فتوى فقهاء الدنيا. فنظر الفقهاء في فروض العين بالإضافة إلى صلاح الدنيا, وهذه بالإضافة إلى صلاح الآخرة. ولو سئل فقيه عن معنى من هذه المعاني حتى عن الإخلاص مثلا أو عن التوكل أو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015