ثم إن الشافعي رحمه الله احتاط لنفسه وعلم أن البشر لا يخلو من السهو والغفلة وعدم الإحاطة, فصح عنه من غير وجه أنه أمر إذا وجد قوله على مخالفة الحديث الذي يصح الاحتجاج به أن يرد قوله ويؤخذ بالحديث.
أنبأنا القاضي أبو القاسم, عمن أخبره الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسن البيهقي, أنبأنا أبو عبد الله الحافظ, ثنا أبو العباس بن يعقوب, قال: سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشافعي يقول:
إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, ودعوا ما قلت.
قال البيهقي: ((وقد يثق - يعني الشافعي - ببعض من هو مختلف في عدالته على ما يؤدي إليه اجتهاده كما يفعله غيره, ثم لم يدع لرسول الله صلى الله عليه وسلم سنة بلغته وثبتت عنده حتى قلدها, وما خفي عليه ثبوته علق به ــــ يعني - على ثبوته, وما عسى لم يبلغه أوصى من بلغه باتباعه وترك خلافه, وذلك بين في كتبه وفيما ذكر من أقاويله.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ, أنبأنا أبو زكريا العنبري, أنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي فيما ذكره من فضائل الشافعي رحمه الله ومناقبه قال: