2- روى الإمام الطبري في تفسيره، وابن خزيمة في كتاب التوحيد، والحاكم في المستدرك 2/469 بسند صحيح على شرط الشيخين أقره عليه الذهبي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: [اصطفى الله إبراهيم بالخلة، واصطفى موسى بالتكليم، واصطفى محمداً صلى الله عليه وسلم بالرؤية] ؟؟؟؟؟؟؟؟ له الرؤية، وأي هذه التحف والعطايا أغلى؟
حتماً إنها الرؤية فهي أغلى العطايا.
... فموسى اصطفاه الله بالكلام، وإبراهيم اصطفاه الله بالخلة، ونبينا عليه الصلاة والسلام حصل له التكليم – كما سيأتيننا – وحصلت له الخلة، وخلته أكمل خلة لربه ولذلك يقول خليل الله إبراهيم – كما في حديث الشفاعة وهو حديث متواتر – عندما يذهب الخلق ويقولون اشفع لنا فقد اتخذك الله خليلاً فيقول [إنما كنت خليلاً من وراء وراء، اذهبوا إلى محمد عليه الصلاة والسلام فإن الله قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر] .
... فإذن هو خليلٌ وكليمٌ، وله فضل لم يحصل لغيره من النبيين وهو الرؤية.
3- روى الطبراني في معجمه الأوسط بسند لا بأس به – والأثر في مجمع الزوائد (1/79) – عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: [رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه مرتين، مرة ببصره ومرة بفؤاده] . إذن فهذه آثار مصرحة بأن نبينا عليه الصلاة والسلام حصلت له الرؤية للعزيز الغفار.
ثانيها: احتمال الآيات لهذا القول:
... انتبه!! هناك فارق كبير بين قولنا نص الآيات وبين احتمالها، وإذا احتملت الآية هذا فاللائق بكرم الله ومنزلة رسول الله عليه الصلاة والسلام حصول هذا الأمر له.
ونقول: إذا احتملت وكان الاحتمال صحيحاً وجيهاً فهذا كافٍ في الدلالة.
... فإذن الآيات تحتمل ولا تنص، لأنها لو نصت لما كان هناك مجال للخلاف في هذه القضية والذي دفعنا لقول هذا الاحتمال – كما قلنا – تفضيل الله لنبيه عليه الصلاة والسلام على غيره من؟؟؟ ولا مانع من أن تفضيله الله تعالى بهذا الأمر.