1- الحكمة التي ذكروها هي: أن النبي عليه الصلاة والسلام في ليلة الإسراء والمعراج رأى حال الملائكة وعبادتهم لربهم جل وعلا، فمنهم الراكع الذي لا يرفع رأسه من الركوع، ومنهم الساجد الذي لا يرفع رأسه من السجود، ومنهم القائم لله عز وجل، هكذا عبادتهم، فتطلع نبينا عليه الصلاة والسلام لهذه العبادات العظيمة التي يقوم بها الملائكة العظام، فأجاب تطلعه وحقق أمنيته فأعطاه هذه العبادات بأسرها التي يقوم الملائكة في ركعة واحدة من ركعات الصلاة ففيها قيام وفيها ركوع وفيها سجود.
أي: ليجمع الله لهذه الأمة عبادات الملائكة بأسرها في ركعة من ركعات الصلاة.
2- والحكمة التي تبدو لي هي: أن الصلاة إنما فرضت في ذلك المكان المعتبر لما فيها من عظيم الأثر فالصلاة لها أثر في الإنسان لا يوجد هذا الأثر في غيرها من عبادات الرحمن، فالجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام، والزكاة والحج والصوم وهكذا ما شئت من العبادات لا يوجد في هذه العبادات أثر كأثر الصلاة من تزكية للنفس ومن داوم مراقبة الرب جل وعلا، ومن؟؟؟؟؟ بين المؤمنين في هذه الصلوات.
فإذن الآثار التي توجد في الصلاة لا توجد في غيرها، فكل يوم ينبغي أن تصلي خمس مرات ولعل الإنسان لا يمر عليه يوم ويصلي أقل من أربعين ركعة وأحياناً يزيد، فالفرائض سبعة عشر ركعة والسنة الراتبة اثنا عشرة صار المجموع 29، ثم ضم إليها قيام الليل الذي هو ثماني ركعات صار العدد 37، مع ثلاث ركعات الوتر صار العدد40 ركعة، هذا إذا لم يؤد سنة الضحى، ونافلة قبل العصر، ونافلة قبل المغرب، إذا لم يتطوع تطوعا؟؟؟؟؟ ويحيي ما بين العشاءين بالصلاة كما هو حال الصالحين.