فالملائكة لا تعلم ماذا يوجد بعد سدرة المنتهى، وسدرة المنتهى أصلها في السماء السادسة – كما ذكرنا – وأغصانها وفروعها في السماء السابعة والملائكة لا تتجاوز هذا، ولذلك تقدم في حديث المعراج – وسيأتي هذا معنا في الآيات الرابعة أن نبينا عليه الصلاة والسلام عُرج به وتوقف جبريل لما وصلا إلى سدرة المنتهى (وما منا إلا له مقام معلوم وقال: لو تقدمت طرفة عين لاحترقت) .
الثالث: نقله الإمام الطبري في تفسيره (27/31) عند تفسير سورة النجم فروى بسنده إلى أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: [سميت بسدرة المنتهى لأنه ينتهي إليها أرواح؟؟؟؟؟؟ من المؤمنين] فإذن أرواح المؤمنين تكون في أصل سدرة المنتهى في ذلك المكان.
المبحث الثاني
وصف الله هذه السدرة في كتابه بقوله (إذ يغشى السدرة ما يغشى) .
والذي غشي السدرة عدة أمور منها:
أ- ما ثبت في حديث ابن مسعود المتقدم في صحيح مسلم وفيه [أنه غشيها فراش من ذهب] أي مملوءة بفراش من ذهب.
قد يقول قائل: فراش من ذهب له روح كيف هذا؟
نقول: يا عبد الله، لماذا هذا التفكير؟ فهل إذا كان الفراش من عصب أو لحم يمكن أن يكون فيه روح ويتحرك وإذا كان من ذهب لا يمكن؟ لماذا هذا التفكير؟
ألم ينزل على نبي الله أيوب عليه الصلاة والسلام عندما اغتسل بعد أن برأ من مرضه عندما قال الله له: (هذا مغتسل بارد وشراب) فسقط عليه جراد من ذهب فبدأ نبي الله أيوب يغترف من هذا الجراد فقال الله له: ما هذا يا أيوب أوليس قد أغنيتك؟ فقال يا رب لا غنى لي عن بركتك. أي هذه البركة نزلت من عندك فأنا سآخذها وأجمعها.
والحديث في صحيح البخاري، وهذا حصل في حياتنا الدنيوية هنا، أفلا يعقل في مثل هذه الرحلة المباركة التي حصلت لخير البرية عليه الصلاة والسلام أن يكون هناك فراش من ذهب يطير حولها ويعيش فيها وكل هذه الرحلة خوارق وعجائب.