الآية الثالثة: من الآيات الثلاث التي رآها في السموات عندما عرج به إلى السموات العلا رؤية سدرة المنتهى وما يوجد حولها من عجائب:
ثبت في حديث الإسراء والمعراج الذي تقدم معنا من رواية مالك بن صعصعة رضي الله عنه وفيه: يقول النبي صلى الله عليه وسلم [ثم رُفِعْتُ إلى سدرة المنتهى [[وضبط: ثم رُفِعَتْ لي سدرة المنتهى أي أظهرت وبينت فإذا نَبِقْهَا (بفتح النون وإسكان الباء، ويقال بكسر الباء وهو ثمر السدر مثل قلال هجر (جمع قلة وهى وعاء كبير يوضع فيه الماء من الفخار، وهجر بلده في البحرين وإذا ورقها مثل آذان الفيلة، قلت: ما هذه يا جبريل؟: قال: هذه سدرة المنتهى، وإذا أربعة أنهار تخرج من أصلها: نهران باطنان (أي يسيران إلى داخل الجنة) ونهران ظاهران (إلى خارجها) قلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: أما الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنِّيْل والفرات] .
وسنبحث هنا عدة أمور:
المبحث الأول: (سدرة المنتهى) سميت بهذا الاسم لثلاثة أمور:
[لما أسري بي انتُهي بي إلى سدرة المنتهى، وإليها ينتهي ما يهبط فيُقبض منها، ينتهي ما يعرج من الأرض فيُقبض منها، وهي في السماء السادسة] .
إذن سدرة المنتهى في السماء السادسة فما يعرج من الأرض ويصعد ينتهي إليها فلا؟؟؟؟؟؟ وما يهبط من السماء فما فوقها وينزل يكون محل هبوطه عندها، ثم تأخذه الملائكة الموكلة بتبليغه إلى ما شاءت، من أهل سدرة المنتهى، فما يصعد يقف عند سدرة المنتهى وما يهبط يقف عند سدرة المنتهى ثم تتولى الملائكة؟؟؟؟؟؟ وتوزيعه حسب ما يأمرها الله عز وجل.
الثاني: قال الإمام النووي عليه رحمة الله: سميت سدرة المنهتى لأن علم الملائكة ينتهي إليها فلا يتجاوزها.