فهذا مدلل وإذا كان كذلك فلا تقس على نفسك، وما جرى منه: حبيب وحبيب يتناجيان بما بينهما، فهل يجرؤ أحد منا أن يذهب إلى الكعبة ويقول يارب إني أبرأ منك إذا لم تقتل فلاناً وأمته؟
والله إني لأخشى أن تنزل عليك صاعقة من السماء تحرقك، لأن كل واحد منا ينبغي أن يعلم مكانته ومنزلته، وعليه فينبغي أن نقف عند حدنا.
إذن المدلل له مكانة، أبو بكر رضي الله عنه من المدللين أم لا؟
هو من المدللين على نبينا عليه صلوات الله وسلامه، وسأذكر لكم قصتين باختصار:
القصة الأولى: رواها الإمام البخاري في صحيحه في كتاب فضائل أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام في فضائل أبي بكر ومناقبه:
انظر (مختصر صحيح البخاري للزبيدي 1522)
اختصم أبو بكر وعمر وكان المخطئ أبا بكر رضي الله عنه، فذهب أبو بكر إلى عمر فقال أثمّ هو؟ قالوا: نعم، فاعتذر أبو بكر إلى عمر، فما قبل عمر، فخرج أبو بكر مغاضباً إلى النبي عليه الصلاة والسلام فلما وصل عرف النبي صلى الله عليه وسلم ما في وجهه، فقال: أمّا صاحبكم فقد غامر؟؟؟؟؟؟ وقال: يا رسول الله، إنه كان بيني وبين ابن الخطاب شيء، فأسرعت إليه ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى عليّ، فأقبلت إليك، فقال: يغفر الله لك يا أبا بكر – ثلاثاً -، ثم إن عمر ندم وأتى منزل أبي بكر فسأل أثمَّ أبو بكر؟ فقالوا: لا، فأتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعَّر (أي تذهب نضارته من الغضب) حتى أشفق أبو بكر، فجثا على ركبتيه، فقال – أي أبو بكر – يا رسول الله أنا كنت أظلم – مرتين – فقال النبي صلى الله عليه وسلم: [إن الله بعثني إليكم فقلتم: كذبت وقال أبو بكر: صدق، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي؟ فهل أنتم تاركوا لي صاحبي فما أوذي بعدها] فهو إذن من المدللين.