فلما جاء إلى بغداد وكما قلنا أرادوا أن يمتحنوه وهل هو أمير المؤمنين في الحديث أم لا؟، في الأول قال: حديث كذا بإسناد كذا، فقال: لا أعرفه، ثم قال الثاني كذلك أحاديثه والثالث والرابع....... حتى انتهى العشرة وهو يقول في الأحاديث كلها لا أعرفه، فالذين يعرفون هذا المقلب يقولون: هو إمام هدى ثابت راسخ والجهال يقولون: سبحان الله عشرة أحاديث لم يعرف ولا واحد منها، أهذا هو أمير المؤمنين في الحديث!! فلما انتهى العشرة من عشراتهم قال للأول: قم أنت عشرة أحاديثك هي كذا على الترتيب الحديث الأول، الثاني، الثالث، الرابع، وأسانيدها، أسانيد الرابع فاسمعها فذكرها له (أي ذكر البخاري) وهكذا فرد مائة متن لمائة إسناد، فما بقي أحد في المجلس إلا قام وقبل رأسه وجبهته.

فهذا هو العلم

فهل يقال عن هذا لا يعقل؟ أم يقال هذه كرامات أكرمهم الله بها وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلاً، والله لو أراد الإنسان أن يصل إلى هذا المسلك بجده واجتهاده فإنه عاجز عاجز عاجز، إلا إذا من الله عليه بذلك.

فحقا ً إنه أمر عظيم ما حصل من الإمام البخاري ولذلك يقول الإمام العراقي في ألفيته:

.................................. ... نحو امتحانهم إمام الفنججج

في مائة لما أتى بغداد ... فردها وجود الإسناد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015