ثلاث ختمات، وروى أبو عمر الكندي في كتابه في قضاة مصر أنه كان يختم في الليل أربع ختمات، قال الشيخ الصالح أبو عبد الرحمن السلمي: سمعت الشيخ أبا عثمان المغربي؟ كان ابن الكاتب رحمه الله يختم في النهار أربع ختمات وفي الليل أربع ختمات، وهذا ما بلغنا في اليوم والليلة.

ثم يقول في آخر المبحث: "والاختيار أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص فمن كان يظهر بدقيق الفكر لطائف ومعارف فليقتصر على قدر ما يحصل له كمال فهم ما يقرأه، وكذا من كان مشغولا ً بنشر العلم أو غيره من مهمات الدين ومصالح المسلمين العامة فليقتصر على قدر يحصل بسببه إخلال بما هو مُرصد له، وإن لم يكن من هؤلاء المذكورين فليستكثر ما أمكنه من غير خروج إلى حد الملل والهذرهة".

هذا كله – كما قلت – يخرج منه ما ذكر – أن هذا من باب الكرامة

فسعيد بن جبر رحمه الله ثابت بالإسناد الصحيح إليه أنه كان يختم القرآن بين المغرب والعشاء.

كيف هذا والوقت بين المغرب والعشاء قصير لا يزيد على ساعتين على أكبر تقدير، ولو أخر العشاء ساعة فهل يختم القرآن في ثلاث ساعات؟ على أقل تقدير الحافظ المجد الذي يقرأ القرآن عن ظهر قلب قراءة حدراً يحتاج إلى خمس ساعات، فكيف إذن قرأه سعيد ابن جبير بين المغرب والعشاء؟

نقول هذه كرامة، إذ كيف أسري بنبينا عليه الصلاة والسلام وعرج به وحصل له ما حصل في هذه الرحلة المباركة في جزء من الليل.

ولذلك يقول أئمتنا عن هذه الكرامة التي تقع في وقت قصير هي من باب (نشر الزمان: أي توسعته، فهذا الزمن يوسع في حقك لكنه يبقى بالنسبة لغيرك كما هو.

إخوتي الكرام ... الذي ينظر في أحوال سلفنا فسيجد حقيقة أن الله كان يبارك لهم في كل شيء في طعامهم وشرابهم وأولادهم وأهليهم، وبيوتهم وعلمهم.

بعض مؤلفات بعض العلماء لو أردنا أن نقرأها فستنتهي أعمارنا قبل أن؟؟؟؟ من قراءتها فقط فكيف بمن ألفها كيف ألفها في هذا الزمن؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015